لفت نظري الأستاذ القدير / عبدالله جفري عبر ما كتبه بمقاله الرائع بعنوان / الآثار الإسلامية والأوثان، والذي نُشر بجريدة عكاظ بعددها (14500) يوم الثلاثاء 11/4/1427هـ ، والذي عقب فيه على مقالي الذي نُشر بجريدة الندوة بعددها (14442) يوم الأحد 2/4/1427هـ وكذلك مقال الأستاذ القدير / عبدالله خياط والمنشور بجريدة عكاظ بعددها (14508) يوم الأربعاء 19/4/1427هـ التعقيبي أيضاً على نفس ما كتبته عن هيئة الأمر بالمعروف.
والمهم في مقال السيد الجفري قوله:" المطلوب من علماء مكة المكرمة وأركان أسرها العريقة: أن يتصدوا لمثل هذا الابتلاء الذي يستهدف العبث بآثار مكة المكرمة الإسلامية كأن لم يكفهم ما هُدم وطمر!. ". هذه العبارة الجفرية الرائعة والحضارية فتحت شهيتي لطرح هذه الفكرة وهو أن يتشكل فريق من بعض علمائنا وعقلائنا وحكمائنا وفضلائنا وعالية القوم يرجع إليهم معالي أمين العاصمة المقدسة وغيره في حالة وصول إليه أي أمر أو توجيه من أي جهة كانت تطلب فيه إزالة أو التعرض لأي أثر من آثارنا الإسلامية فيتفضل معالي الأمين ويعرض على هذا الفريق الأمر ويتشاورون معهم حوله. وما يتخذ حياله ثم العرض على ولاة الأمر. لأن الأمر تفاقم وتجاوز كل الحدود والآداب العامة.
وسؤالي الكبير هو: أيعقل أن نزيل ونمحو ونكسر وندمر آثارنا الإسلامية لمجرد أن..[ مراقب ].. كتب تقرير لمرجعه بما رآه هو شخصياً. ولا نعرف مستواه الديني والعلمي والثقافي والاجتماعي والنفسي ؟!.
ثم أيعقل أن تقوم أمانة العاصمة المقدسة بالتنفيذ والإزالة والتكسير دون الرجوع إلى..[ الحكماء والعقلاء وكبار القوم العارفين ].. في مكة المكرمة والتشاور معهم في مثل هذه القضايا الكبيرة التي ينبغي أن لا تخضع لمزاج مراقب أو مسئول في الأمانة.
ينبغي أن يقوم معالي الأمين بجولة تشاورية مع أهل الربط والعقد والحل في مكة المكرمة والعقلاء والحكماء في القوم لمناقشة هذا الموضوع بعقلانية وحكمة وروية. ثم التشاور مع مقام الأمارة ثم الجهات العليا. قبل التسرع في إجراء أي تغيير في أي موقع أثري. فهذه الأماكن المهمة يجب أن لا تخضع للعبثية والتسرع والمزاج والغلو والتطرف.
أنا شخصياً لا ألوم ذلك المراقب الذي كتب التقرير نحو قبـر السيـدة الجليـلة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. وربما ألوم معالي الأمين ولا ألوم المسئولين ذوي العلاقة.
إن اللوم وكل اللوم والعتاب على كبار مكة المكرمة وعوائلها وأسرها العريقة كما قال الأستاذ عبدالله جفري في مقاله المذكور أعلاه: لابد لهم أن يتحركوا مع ولاة أمرنا – رعاهم الله -.
هذا الموضوع أرى ضرورة التحرك حوله وبسرعة كما قلت مع أهل الربط والعقد والحل واتخاذ الآليات المناسبة لمعالجته بهدوء تام وحكمة عالية كما هو معروف عن رجالات مكة المكرمة. وأتمنى أن يتحرك الشيخ الوجيه العين عبدالرحمن فقيه ومعالي الشيخ الدكتور عبدالملك بن دهيش ومعالي الدكتور محمد عبده يماني ومعالي الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان ومعالي الدكتور حامد هرساني والسيد أمين عطاس والشيخ عبدالحميد قطان والسيد علوي تونسي ورجالات من عوائل آل المالكي وآل البوقري وآل دهلوي وآل بصنوي وآل كعكي وغيرهم. فهل يفعلون شيئاً من أجل مكة المكرمة والمحافظة على آثارها الإسلامية. حتى لا ترحل الشمس آسفة كاسفة البال حزناً مما رأت على ما وقع على هذه الآثار العظيمة. إن التاريخ الإسلامي يمر على استحياء، وكأنه يتجسس على ما روع آثارنا المكية العظيمة. لا نريد أن ينقص من عزة تاريخنا شيئاً يا أهل مكة المكرمة !. لأن هذا التاريخ كان رمزاً نظيفاً لضمير الدين الإسلامي.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.
للتواصل: مكة المكرمة 5366611
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق