بقلم : الدكتور زهير محمد جميل كتبي
أديب وكاتب سعودي
♦♦الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية فتحت اجراح عميقة في جسد العالم كله ، ولم يسلم من تلك الاجراح جسداً . وبعض الدول قامت من سباتها العميق واعادت النظر في كثير من نظرياتها وأفكارها وقراراتها واجراءتها المختلفة بهدف تقليل نسبة الخسائر، واعترفت كثير من الدول بالأخطاء التي ارتكبتها بهدف أن تصل الى العلاج المناسب وفي الوقت المناسب.
أما نحن في منطقة الخليج حقيقة وقفنا من هذه الأزمة مثل الفارس الشجاع الذي يمسك في يده .. [ سيف من خشب ].. وجسده ممزق من الجراح العميقة التي سببها له فارس شجاع في يده سيف من حديد . المهم نحن في الخليج لا نستطيع الاعتراف باخطاءنا وتعودنا وعودنا على ذلك منذ نعومة أظفارنا، بل لا نملك القابلية لفعل ذلك الاعتراف . ونقول أننا كنا في غفلة من أمرنا . لاننا نستحى ان نقول الحق وفي مواقفه .
المهم أنني اود أن اطرح فكرة عاجلة على المسؤولين الفاعلين والمؤثرين والصانعين للقرار المالي والاستثماري الخليجي وهي : لماذا لا تقوم كل الدول الخليجية مجتمعه بشراء المئة شركة الكبرى العالمية وذات الاصول الثابته مثل الشركات العقارية وشركات صناعات الطائرات وشركات صناعة الاسلحة الثقيلة . بحيث يكون .. [ دخل ].. أرباح تلك الشركات موازي لدخل البترول الخليجي . وبهذا لا تصبح لدينا مخاوف من أي اهتزازات مالية في المستقبل فتنوع مصادر الدخل المالي مهم للغاية . اتمنى دراسة هذه الفكرة والعمل على تنفيذها . وخاصة ان كثير من الشركات العالمية أتجهت لبيع كثير من اسهمها .
♦♦ فقراء النفط . في تصريح او محاضرة لاحد كبار المسؤولين في صندوق النقد الدولي يقول صاحبنا : (( ان فقراء النفط قادمون )). لا ادرى هل فكر مسؤولي وقيادات الخليج في هذه العبارة الخطيرة ؟. وهل فكروا في المعنى والهدف البعيد لهذا النص المزعج ؟. او تلك .. [ النية ].. المخيفة عنا ، والتي اعلنت وبدون خوف او تردد أو استحياء !. هل أخذ أحداً من القيادات ومسؤولي الخليج هذه العبارة مأخذ الجد ؟. هل تم وضع هذه العبارة موضع التحليل والفحص والاستنتاج ؟.
هل فكراً أحداً في الخليج من الفاعلين ما الذي دفع بهذا المسؤول ليقول هذه المقولة وفي هذه المرحلة بالذات ؟.
فكروا .. وحللوا .. وافحصوا .. وأفهموا .. وتدبروا .. وتجهزوا .. واستعدوا .. وشمروا عن سواعكم .. واحذوا .. وتيقظوا .. وانفعلوا .. واسترجلوا .. وتهيئوا .. وانتظروا النتائج !.
♦♦علمت من أحد المثقفين الذين زاروا بعض المتاحف التركية العظيمة والرائعة انه شاهد وعرف أن الحاكم التركي او الخليفة العثماني ــ حينذاك ــ يضع امامه وفي قصر الحكم وامامه ليراه وهو داخل وخارج .. [ مكان غسيله ].. بعد موته . بهدف تذكر الاخرة ويوم الحساب . فيحساب نفسه قبل ان يحاسب .
أتمنى ، أتمنى ، أتمنى ، على كل الحكام العرب والمسلمين ، فعل هذا التقليد التركي الرائع وتخصيص .. [ مكان لغسيله ].. في القصور الضخمة الفخمة التي يحكمون منها . ويسكنونها .
فلعل في هذا الفعل ما يذكرهم بالآخرة ، ويوم الحساب ، يوم يفر المرء من أخيه . ذلك اليوم العظيم الذي خاف منه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وهو من بشر بالجنة ، وسمع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صوته في الجنة ، وهو من بكي من شدة هول ذلك اليوم العظيم .
ولا أعرف ، ولا أعلم أن احد حكامنا العرب والمسلمين قد بشر بالجنة . فماذا اعدوا لها وليوم الحساب ؟. وهل خافوا الله في شعوبهم ، وراعوا الله حقه في رعيتهم .
♦♦ لماذا أصبحت تستخدم المحاكم الشرعية في بعض البلدان العربية لتصفية الخصوم من المثقفين والكتاب والمصلحين ومطاردتهم . كما نقرأ ونسمع اليوم من فعاليات مفجعة في المشهد الثقافي والصحافي المصري والسعودي والسوري وغيرهم . ان هذا الاستخدام الغير صحيح للدين الاسلامي يهدد صورة وسمعة ونزاهة القضاء الاسلامي . بل يعطي الفرصة للانتقام السريع ، ويفشى الكراهية والبغض بيننا .
وهذا الاستخدام السيء لا يتفق ومبادئ استقلال القضاء العربي ، بل أنه يعمل على اخلال الثقة فيه .
ويا أمان الخائفين ؟!.
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
للتواصل :5366611
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق