يزعم البعض ، وربما زعمهم ذلك بسبب عدم اطلاعهم على الخلفية العلمية . وترتفع اصواتا في أحايين كثيرة تقول تلك الادعاءات والأصوات ان صوت الإنسان المكي مرتفع أثناء أدائه للعبادات المختلفة وخاصة أثناء أداء الطواف حول الكعبة المعظمة . والسعي بين الصفا والمروة . وان الإنسان المدني صوته منخفض أثناء أدائه لتلك العبادات وخاصة السلام على سيدي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم . وهذه صور موجودة في المشهد الديني المكي والمدني . ربما لا يعرف البعض او قل الكثير أن .. [ مكان العبادة ] .. له دور الكبير في خلق هذه الصورة أو المشهد الديني . والإحاطة بخلفيات ووضع أماكن العبادة عامل مهم في الإلمام بتبعات السلوكيات المرافقة للمكان والزمان .
صحيح ان البعض أثناء أدائه للطواف يرفع صوته بالدعاء والتسبيح ، وهذا أمر طبيعي. لان الكعبة حولها مكان فراغ غير مغطى ، وبعض الطائفين أميين ، وربما جهله لا يعرفون كيفية أداء الطواف بالكعبة . وماذا يقول فيكون معه .(([ مطوف ])).. يطوف به حول البيت العتيق ويلقنه الدعاء وبصوت عالي . ويتكرر هذا الحال في موقع المسعى أثناء عملية السعى بين الصفا والمروة فيرتفع صوت المسلم المكي أو الحاج او المعتمر بسبب ارتفاع صوت الملقن وهو المطوف. يقع هذا التفاعل الروحاني العالي لأسباب موضوعية هي علمية و فيزيائية .
أما في داخل المسجد النبوي الشريف فان ممارسة الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، لا تحتاج إلى وقت طويل او دعاء أو أدعية مخصصة او طويلة . يضاف لذلك ان المسجد النبوي مغلق ، وليس مفتوح مثل المسجد الحرام . فانخفاض الصوت وعدم رفعه عند قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو يأتي من باب الأدب والتأدب وهو أمر الهي حين جاء الخطاب القرأني العظيم فقال القدوس السلام المؤمن : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) سورة الحجرات( 2).
إن القصص الرائعة التى تذكر في حسن الادب في مكة المشرفة كثيرة منها ما سمعته شخصياً من سيدي الوالد الشيخ عبدالله بن سعيد ـــ رحمه الله ـــ وهو أحد رجالات المعلم محمد بن عوض بن لادن . قال لي : ان الشيخ محمد بن لادن ـــ رحمه الله ـــ كان يفرض على كل العمال بمختلف فئاتهم والذين يعملون في بناء وتشيد المسجد الحرام ان يتوضؤوا قبل الشروع في العمل ، وذلك تأدباً واحتراماً وتقديراً للحرم ومكة المكرمة .
□□□□□
هذه بعض الأبيات الشعرية الرائعة والمبدعة الجميلة قالها شاعر مكي يدعي / عيسي بن عبدالعزيز الشعلبوشي ، هذه الأبيات من قصيدة طويلة ذكر فيها الشاعر فضل مكة المكرمة وما خصها الله من الكرامة والفضيلة قال :
وأنت المهذب من كل عيـــب كبير ومن قبله في الصـــــــبا
وأنت المؤمل من هاشــــــم وأنت ابن قوم كرام تقـــــــــي
وانت غيات لا هل الحصاص تبيد خصائصهم بالفــــــــــني
أتاك كتاب حسود جحـــــــود أساء في مقالته واعتــــــــــــــــدا
يخير يثرب في شعـــــــــــره على حرم الله حيث ابتــــــــني
فان يك يصدق فيما يقول فلا يسجدن الى ما هـــــــــــــــنا
واى بلاد تفوق أمــــــــــها ومكة مكة ام القـــــــــــــرى
وربي دحى الأرض من تحتها ويثرب لا شك فيـــــــما دحى
وبيت المهيمن فينا مقـــــــــــيم يصلى إليه برغم العــــــــــــــــــدا
ومسجـــــــــــــــــدنا بين فضله على غيره ليس في ذا امتـــــــرا
صلاة المصلى تعدلــــــــــــــــنه ما بين الوفا صلاة وفـــــــا
كذلك أتى في حديث النبي وما قال حق به يقـــــــــــــــــتدي
وأعمالكم كل يوم وفودكم الينا شوارع مثل القـــــــــــــــــطا
فيرفع منها آلهى الــــــــــذي يشا ويترك مالا يــــــــــــــــــــــــشا
ونحن يحج الينا العــــــــــــــــباد ويرمون شعثا بوتر الحــــصى
ويأتون من كل فج عمـــــــــــــيق على اينق ضمر كالقــــــــــــــنا
ليقضوا مناسكهم عنــــــــــــدنا فمنهم شتات ومنهم مــــــــــــعا
فكم من ملب بصوت حزيــــن يرى صوته في الهوى قد عـــلا
وآخر يذكر رب العـــــــــــباد ويثنى عليه بحسن الثـــــــــــــنا
وكلهم اشعث اغبر يـــــــؤم المعرف اقصى المــــــــــــــــــــــــــــدى
فصلوا به يومهم كــــــــــله وقوفا على الجبل حتى المسا
حفاة ضحاة قياما لهـــــــــــم ضجيج ينادون رب الســــــــــــما
رجاء وخوفا لما قدمــــــــــوا وكل يسائل دفع البــــــــــــــلاد
يقولون يا ربنا اغفر لـــــــــــنا بعفوك واصفح عمن أســـــــــــا
فلما دنا الليل من يومـــــــــهم وولي النهار اجدوا البـــــــــــــــكا
وسار الحجيج لهم رجـــــــة فحلوا بجمع بعيد العـــــــــــشا
فباتوا بجمع فلما بــــــــــــدأ عمود الصباح ولالا الدجـــــى
دعو ساعة ثم شدوا النســـــور على قلص ثم أموا مــــــــــــنى
فمن بين من قد قضى بنسكه وآخر يبدأ بسفك الدمـــــــــــــا
وآخرير مل جوف الطــــواف وآخر ماض يؤم الصـــــــــــــــــفا
فآبوا با فضل مما رجـــــوا وما طلبوا من جزيل العـــــطا
وحج الملائكة المكرمـــون إلى أرضنا قبل فيـــــــما مضى
وآدم قد حج من بعدهــــم ومن بعده أحمد المصطـــــفى
للتواصل :5366611
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق