أديب وكاتب سعودي
و.. [ مزعجة ].. و.. [ مربكة ]..،.
ويظن الكثير من الحكام والزعماء والمسؤولين والأمراء والوزراء أنها تعني
.. [ أخذ الكرسي ].. و.. [ القتل ].. و.. [ التحريض ].. و.. [الإساءة ] ..و.. [ . . ].. و.. [. . ]..,.
ولكنها في حقيقة أمرها هي تعنى .. [ المخالفة في الرأي ].. وتعني .. [ الاصلاح ].. وتعنى .. [ التطور ].. وتعني .. [ عدم الاتفاق على شى ما ]..،. لتحقيق الصالح العام في الوطن .
وفكر المعارضة أو الاختلاف وجد في الإسلام منذ بداياته ، والتراث الاسلامي ملئ بالمواقف التي تؤكد ضرورة أبداء الرأي أمام الحاكم ومناقشته ومحاورته وذلك في حدود أدب الاختلاف . واللياقة الأدبية التي تحفظ هيبة السلطان .
المعارضة في الإسلام تعنى إنكار المنكر علناً ، وفي العلن ، قال تعالى : (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )(آل عمران110). لذلك أعتبر كثير من العلماء والفقهاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الركن السادس في الإسلامي .
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يغضب ، ولا ينفعل ، ولا يثور أمام أي إنسان يعارضه في الرأي او يبدي اراء أمامه قد تختلف مع رأيه .
فهذه قصة الاعرابي الشهيرة حين قال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( أعدل في قسمتك يا محمد !.)) ،لم يغضب ذلك النبي العظيم بل قال له وعبر حوار حضاري ، اذا أنا لم أعدل فمن يعدل ؟!. هذا أسلوب راقي وحضاري في فهم واستيعاب الرأي الآخر . ولم يأمر بسجنه أو تعذيبه أو .. أو ... أو... الخ .
ولعل من الادلة الراقية في استيعاب كل الآراء المخالفة هو فعاليات حادثة سقيفة بني ساعده ، صحيح اختلف كبار الصحابة الإجلاء ، ولكن الأخير اتفقوا ولم يتقاتلوا ، ولم يتناحروا , ولم يقم خليفة المسلمين ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، حين تولى الخلافة وبعد خلاف السقيقه ، يامر بقتل او سجن من اختلف معه تحت مظلة السقيفة
المعارضة في الإسلام تبين ان الإسلام يمثل قيم المساواة والاخوة في كافة الحقوق الشرعية والمدينة ، ولذا فإنه يرفض مقولة ان الحاكم والمسؤولين هم الوحيدون الفاهمون والرؤاون ، بل العكس فإن الاسلام العظيم بين ان الحاكم عليه ان يستشير كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( أنتم أعلم بشؤون دينكم )).. و كذلك موقف معركة بعد الكبرى حين تم اختيار موقع المعركة .
المؤسف أن الحكام العرب والمسلمين اليوم يريدون من الاصلاحين والمثقفين والكتاب وغيرهم من أبناء الشعب أن يظلوا ساكتين صامتين في .. [ ممر الصمت ]..،. هذا .. [ التحقير ].. مرتبط أن الحكام لم يتمكنوا من التعبير عن ذاتهم إلا عبر هذا الأسلوب العصبي . يرفضون من المعارضة الإصلاحية أن تساهم في تكوين وصياغة وعيهم لما يجري حولهم ، من دون مواربة أو نفاق أو مداهنة سياسية أو دينية . لذا فإنه تتسع دائرة العداء للمعارضة الإصلاحية من قبل الحكام وهى تجسيد .. [ للاستياء السياسي ].. في حين ان المعارضة الاصلاحية تريد أن تحمل المسؤولية تجاه الوطن والمواطن ، وربما تريد ان تؤكد عدم جدارة من في اروقة ودهاليز السياسية واحداثها وتفاعلاتها .
ان المعارضة الإصلاحية تريد ان تطرح وببساطة الاسئلة الوطنية المطروحة في المجتمع وداخل ذات المواطن . طبعا هي حين تفعل ذلك فهى تهدف إلى جعل القضية الوطنية اكثر موضوعية وأكثر قبولاً وأكثر اخلاصاً .
ان منهج المعارضة الإصلاحية الإسلامية تلامس الظواهر السياسية والاجتماعية. وتحاول ان تتحدث مع الناس بلغة الناس ، وتتحدث مع الحاكم بلغة الحاكم . ولكنها كلها مبنية على مفهوم النسق الثقافي والسياسي والاجتماعي ، ومبدأ .. [ النقد السياسي ].. الصريح والجرئ والواعي والموضوعي . وتكون منضبطة من الناحية المنهجية للنقد وأدب الاختلاف . فهى تردد كلمات الصدق والاخلاص والوطنية .
المعارض المصلح هو من يفعل فعل .. [ الإيقاظ ].. للمسؤول السياسي والديني والإداري ليؤدي عملاً وطنياً مخلصاً ومقبولاً ، صحيح يعتقد البعض من الحكام والمسؤولين باختلاف مسؤولياتهم ذلك الحاكم او المسؤول ان يكسر تلك الساعة بسبب دقات جرسها المزعج ، فيستعين بالخادم لكرسها أو إيقافها ، والخادم هم
.. [ العسكر ]..،.
نعم ان الحاكم يكره النقد اللاذع للذات ولقراراته واجراءته . وخاصة عندما يجنح الحاكم ،ويجنح معه .. [ قراره ].. العنصري نحو .. [ العنصرية ]..،. وعادة القرار العنصري ، هو شكل من اشكال .. [ القبيح السياسي ].. ولكن يغفل الحاكم وبطانته العازلة أن .. [ القرار العنصري ].. يضمر مع مرور الزمن . لان الانتماء القبلي ــ في ظني ــ سيغيب في المراحل القادمة ، لأسباب كثيرة أهمها رقي وارتقاء .. [ الوعي ].. في ذات المواطن . يضاف لذلك سوف يكون لظهور مؤسسات المجتمع المدني في الوطن دور مؤثر وحساس في اختيار العناصر ذات .. [ الكفاءة ].. وليست ذات .. [ الولاء القبلي ]..،. لانه يصبح .. [ الانتماء الوطني ]..،. هو احد أهم مرتكزات الاختيار والأفضلية .
لن يكون ، ولن نجد أن قبيلة متنقلة متحركة مترحلة تسكن المدن ، ولكن سنجد أفراد من قبائل يسكنون عبر الاختلاط في المدينة ، فيتغير ذلك الفرد وتتسع فيه دائرة الوعي فيدرك أن القبيلة لا تخدم المدينة . بل ان الوطن ومصلحته العليا هي التي تخدمه مدينته . فتظهر وتطغى كلمة المدينة على كلمة القبيلة ، حين يقول المواطن انا من سكان المدينة الفلانية .
وهذا التكوين البشري المدني المختلف يتكون بشكل طبيعي وحيادي . اريد أن أصل أن الانحياز القبيلي يضر بالوطن وبالقرار السياسي ، وهو ما يستفز المعارض المصلح . لان المسؤول القبلي ينحاز لقبيلته ومدينته في تعين مسؤولي وموظفي الدولة ، وكذلك ينحاز في توزيع ثروة الوطن وميزانيته .
أن .. المسؤول .. يرفض كليا أن يخاطبه المعارض المصلح بقوله له : تعامل مع الوطن والمواطنين بسواسية وتساوي تام في كل شيء وقرار وإجراء ، لتكون أنت جزءا مهم من الوحدة الوطنية .
ومن يشك في وجهه نظري فعليه العودة لقراءة تاريخ وحياة الصحابي الجليل والمعارض المسلم أبو ذر الغفاري رضي الله عنه . ويفهم ويستوعب كل حياته المليئة بنماذج المعارضة الإصلاحية الإسلامية .
فهل نفعل لنفهم فعل المعارضة ؟.
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
للتواصل :5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق