أنـا مـواطـن . . . لـي حقـوق

بقلـــــــــــــــــم :


صورة مع تحياتي وتقديراتي العالية : لسيدي الأجل : خادم الحرمين الشريفين : الملك الصالح والمصلح / عبدالله بن عبدالعزيز حماه الله

صورة مع تحياتي وتقديراتي العالية : لسيدي الأجل : وزير الداخلية : الأمير الإنسان / نايف بن عبدالعزيز حماه الله

صورة مع تحياتي وتقديراتي العالية : لسيدي الأجل : وزير الثقافة والإعلام : الدكتور / عبدالعزيز محي الدين خوجه حماه الله

سيدي الأجل : حضرة صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة : الأمير / خالد الفيصل حماه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أما قبل

سيدي : قال الجبار المتكبر في القران المجيد : (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)) (البقرة 214).
أسألك بالله العظيم أن تقرأ رسالتي بكاملها .
سيدي : قال الجبار المتكبر .
¡ ( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) (القمر 10) .
¡ ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) (الفجر 14) .
سيدي : يقول : إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ، والذي اشتهر بلقب الأشدق :
(( إني لأستحي من الله أن أخشى معه أحداً )) .
0
سيدي : لقد تعلمت من ديني ومنذ نعومة أظافري ومنذ المرحلة الابتدائية ، أن للإيمان أركان ، منها الإيمان بالقدر خيره وشره ، واعرف أن ما يفعل بي الآن هذا يدخل تحت باب .. [ شر أقداري ]..،. فمرحبا بالقضاء والقدر ، والجبار من قدر ولطف .
سيدي : في صباح يوم الأربعاء 30/2/1430هـ. استدعاني في مكتبه بمقر الإمارة بمدينة جدة ، صاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالرحمن ، وكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية ،بعد اتصالات هاتفية سابقة، هذا الأمير المؤدب والخلوق ، والذي تعامل معي برقي وأخلاق حضارية ، فهو جميل في خلقه وأخلاقه ، ووسيم في شكله وتعامله ، وبعد الترحيب والمقابلة الراقية أطلعني ـــ سموه ـــ انه صدرت توجيهات المقام السامي الكريم عبر الأمر السامي الكريم يوم 5/2/1430هـ. والمبلغ لسمو وزير الداخلية بالبرقية يوم 11/2/1430هـ. وكل تلك التوجيهات الكريمة تقضى بتوقيعي .. [ إقرار ]..،. ثم قرأ عليّ سموه نص التقرير الأمني الطويل والمتعدد الصفحات عن مسيرتي السياسية .
0
سيدي : لقد .. [ تألمت ].. أشد الألم ، لما سمعته من التقرير الأمني الذي قراه عليّ سمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود ، لما فيه من :
1/: ظلم وجور .
2/: تشويه لسمعتي .
3/: مغاير للحقيقة .
لهذا ..(([ اعتذرت ])).. عن التوقيع عليه ، وتحفظت ساعتها عليه ، ووضحت لسموه ـــ حفظه الله ــ في نهايته أنني سوف أكتب خطابا مفصلاً أوضح فيه موقفي من ذلك التقرير الأمني وعن الاعتذار وعدم التوقيع عليه، مع احترامي الشديد والعالي لولي أمري ــ رعاه الله ــ. يضاف لذلك رغبت توضيح الكثير من الأمور والتي اختلطت بمغالطات تسئ لي ، واليكم بعضها:
1/ : أن ذلك .. [ الإقرار ].. يتعارض كلياً مع نظام الحكم الصادر عام 1412هـ. وبخاصة المادة ( 23 ) والتي تنص على : (( تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبيق شريعته ، وتأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله )). فما كتبته يدخل تحت باب النصيحة والأمر بالمعروف . كما فعل الصحابي الجليل الكبير ابو ذر الغفاري مع الخليفة الراشد الثالث سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهما . وكذلك تنص المادة ( 38 ) على (( العقوبة شخصية ولا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على نص شرعي أو نص نظامي . ولا عقاب إلا على الأعمال اللاحقة للعمل بالنص النظامي )). وكذلك تنص المادة ( 43 ) على : (( مجلس الملك ومجلس ولي العهد مفتوحان لكل مواطن ولكل من له شكوى أو مظلمة ومن حق كل فرد مخاطبة السلطات العامة في ما يعرض له من الشؤون )). وهذا ما فعلته معكم ــ رعاكم الله ـــ فمارست حقوقي النظامية . كمواطن غيور ومخلص ومحب ومدرك للعلاقة الراقية بين الحاكم والمحكوم .
إذن يتضح من خلال هذه القراءة السريعة والواعية إن هذا .. [ الإقرار ].. يتعارض مع روح نظام الحكم وقبلها معارضته الصريحة للعقيدة الإسلامية .
كما أن هذا .. [ الإقرار ].. يصطدم بقوة مع .. [ المنهج السياسي الناضج ].. الذي يسير عليه حاكم هذه البلاد ، الملك الصالح والمصلح / عبدالله بن عبدالعزيز والذي تعيش البلاد في عهده فترة نضج سياسي كبير . فهو القائل :
1 /: قال ــ حفظه الله ــ في إحدى خطبه السياسية الرائعة .. [ انصحوا دولتكم ]..، . كما أنه لا يمكن لمواطن مثقف مثلي أن ينسي مقولته السياسية الرائعة ، والتي أطلقها في خطاب تولى الملك حين قال ـــ رعاه الله ـــ ،. ..(([ أعينوني على الحق ]))..،.
2 / : قال خادم الحرمين الشريفين في لقاءه بالمشاركين في اللقاء السادس للحوار الوطني ونشر بجريدة عكاظ بعددها ( 14708 ) : (( أخواني .. الذي لا يعمل لا يغلط . أما الذي يعمل فيغلط ولكن المهم انه يتحاشى هذا الغلط وهذه إن شاء الله في كل أخوانكم المسؤولين )).
3 / : و قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حوار شامل لوكالة إيتار تاس الروسية ونشر في جريدة عكاظ بعددها ( 14779 ) : (( السلطة : ليست قوة ونفوذا وقرارا مؤثرا فحسب بل هي مسؤولية أن تفهم أن تنشى علاقة وان توجد رابطا بأهلك وشعبك . والسلطة هي أن تجسد آمال الرجل العادي في الشارع وتتفهم رؤى أهل النخبة وتدرك تفاصيل رؤى أهل النخبة )).
4 / : و قال : خادم الحرمين الشريفين عندما أصدر أمره الكريم بالعفو عن العقوبة التعزيرية التي حكمت بها المحكمة الشرعية عن ما يسمى بفتاة القطيف : (( فالعدالة هي مسؤوليتنا أمام الله تعالى قبل كل شيء ثم أمام مواطنينا وكل مقيم على أرضنا )) .
5 / : وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين 28/4/1428هـ . (( أن تجسيد هذه الرؤية واستلهام تلك القيم يتطلب الالتزام بمعايير العدل . وإدراك أن المساءلة واجبة على كل من تقلد أمرا من شؤون الشعب ، وان المسؤولية مشتركة )) .
6 /: كما قال : في خطابه السياسي يوم افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى عام 1429هـ : (( الحرية تكون في التفكير والنقد الهادف المتزن )).
7 / : وقال : (( أيها الإخوة الكرام : يشهد الله تعالى أنني ما ترددت يوما في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة ، كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله جل جلاله ولكن رحمته تعالى واسعة فمنها أستمد العزم على رؤية نفسي وأعماقها . تلك النفس القادرة على توجيه النقد العنيف الهادف قادرة ـــ بإذن الله ـــ أن تجعل من ذلك قوة تسقط باطلا وتعلى حقا )).
8/: وقال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز : (( عليكم بالنقد وأنا أول من تنتقدونني ، فالنقد مهم خصوصاً النقد البناء )).
9 / : ويقول صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية في تصريح نشر بجريدة البلاد بعددها ( 18937 ): (( أن الحرية مكفولة لكل من أراد أن يبدي رأيه مكتوباً أو عبر الأجهزة صاحبة العلاقة حتى أن من له رأي يرى أنه مخالف وإعلانه لا يخدم المصلحة عليه أن يتقدم به مباشرة للمسؤول المختص )) .
بهذا العرض السريع لمنهج الملك عبدالله السياسي يتبين لمقامكم الرفيع أنني ملتزم تماماً بمواد ومفردات هذا المنهج السياسي الحضاري . فكل ما كتبته لم يخرج عنه .
0
والله ، ثم والله ، إنني قد سررت جداً أن يصدر أمر أو توجيه سامي كريم .. [ بمنعي ].. من الكتابة،وان يؤخذ علي هذا الإقرار المقترح . فهذا الأمر هو .. [ علو ].. و.. [ قيمة ].. لي في تاريخي السياسي والثقافي والصحافي . أن يأمر رأس الدولة وحاكم البلاد بمنعي من الكتابة . يومها أدركت أنني من الكبار في وطني . وأن ذلك التوجيه السامي الكريم وضعني في.. [ المكان الأعلى ].. دون أن أشعر،وأن لي.. [وزن كبير ]..،. وزن معترف به من أعلى سلطة في البلاد . وهو لا يعطي لكل أحد .
والحمد لله الذي أكرمني بهذه المكانة وتلك القيمة .
استغرب بشدة كيف أن الدولة لم تفهمني ــ حتى الآن ــ وهي تطاردني وتلاحقني وتعاقبني منذ خمس وعشرين عاماً . فلو كنت .. [ محرضاً ].. كما ادعى من كتب وصاغ الإقرار ، لكنت منذ ذاك اليوم ضمن .. [ صفوف المعارضة ].. في لندن وغيرها . رغم إدخالي السجون ولعدة مرات . ولم يستطع كائن من كان أن يجذبني إليه . وكتفي النظيف لم يميل لأحد ، إلا لوطني الكبير والحبيب والعزيز عليّ ، وعلى قامتي ومكانتي . لأنني أعشق هذا الوطن . بل ما قمت به أني قبلت التحدي مع نفسي بكثير من ..(([ الاحتمال ])).. و..(([ الصبر ])).. الذي لا يقوى عليه الا ..[ الراسخون في وطنيتهم ].. وأنا احدهم . نعم روضت نفسي على .. [ التحمل ].. و.. [ الاحتمال ].. و..[ الصبر ].. فأصبح لدي رضا وقبول بنفسي وبقناعاتي ومبادئي وقيمي ومواقفي التي اخترتها لنفسي . واعرف ان ولي أمرنا ــ اعزه الله ــ عرف ويعرف عني أنني لن اقبل المعوج من الأمور ، ولا الاعوجاج في المنهج ، وأنني .. [ مثقف مصلح ].. أراد ويريد خير وصلاح وطنه . ولم أتجاوز حدود .. [ المصلح ]..،. وليس مثل غيري ، الذي يراعي مصالحه وينظر إلى مردوده فقط . أن الطريق لم يتعرج بي رغم كل ما تعرضت له من مضايقات ومطاردة وملاحقة ومراقبة وأذى وكره ومكاره لأنني خدمت هدف بل أهداف دينية ووطنية .
سيدي : بين لي سمو الأمير فيصل ــ وحسب التقرير الأمني ــ الذي كان يقرأ منه أنني لم التزم بالتعهدات السابقة لي . فأقول لكم : أنني التزمت بما تمليه عليّ أخلاقي ومبادئي الإسلامية والوطنية . والتزمت بمنهج الملك عبدالله الإصلاحي ، والذي وضحت في المقدمة بعض قواعده . ولقد وقعت كل تلك التعهدات تحت.. [الإكراه ].. الشديد من رجال المباحث العامة . وضغوطات العسكر ،المعروفة لدى الرأي العام ولدي الجميع ، وخاصة استغلالهم للظروف النفسية للإنسان . وكلها أخذت بالقوة الجبرية وهي منافية تماماً لنظام الحكم وخاصة مادته ( 38 ) السابق ذكرها ، أي أخذت عليّ دون نص شرعي أو نظامي . وهذا هو .. [ الإكراه ]..،. الذي نهى عنه الدين الإسلامي العظيم وكل مواد حقوق الإنسان العالمية .
سيدي : ورد من ضمن كلمات الإقرار قوله : (( بان الدولة لن تقبل تمادي في الإساءة والاتهام والتحريض ضد الدولة و رموزها )) . والله أن هذا كلام خطيراً جداً في حق مواطن !.
أعتقد ـــ هكذا أظن ـــ وليس كل الظن أثم ، أن من كتب أو صاغ هذا الإقرار من جهاز المباحث العامة ووكالة الشؤون الأمنية وهم..[ أعدائي ].. و.. [ خصومي ].. الأقوياء ، لا يعرف خطورة استخدامه لكلمة .. [ التحريض ].. و.. [ الإساءة ].. في الفكر السياسي والعسكري . فالتحريض يعني الخروج ضد النظام أو الدولة أو الدعوة لذلك عبر الانقلابات أوقيادة المظاهرات الشعبية وغيرها من أعمال الشغب. و هذه السلوكيات لم تعرف عن هذا الشعب السعودي العظيم .
أتمنى صادقاً أن .. [ تقطع يدي ].. قبل أن أشارك أو أكتب مثل هذا التحريض المزعوم ــ لا سمح الله ـــ فانا وطني كبير ومخلص لديني ووطني . ولا يهمني ما يكتبه العسكريين في جهاز المباحث العامة أو غيرهم في وكالة الشؤون الأمنية بوزارة الداخلية ، فأنا أخلص منهم لوطني . حين يصفون مقالاتي الصحافية أو كتاباتي بذلك الوصف . فليس من في الرياض اخلص مني .
أرجو ، ثم أرجو ، أن لا يستغل من يضع ويصوغ تلك الإقرارات الفرصة لإيجاد .. [ التوتر ].. و .. [ الصراع ].. بين المثقف والسلطة ، فهذا خطر كبير على المدى البعيد .
فانا ابن عائلة عريقة عرفت واشتهرت بالولاء لهذا الوطن .
0
ولن أقبل بل أرفض بشدة أن تكون صحة ..(([ وطنيتي ])).. وسلامتها وعفتها ونزاهتها محل التحقيق أو المساءلة مهما بلغت الحالة . وأقول لمن يفعل فعل التشكيك انه لن يلتقي قلم ابن حزم مع سيف الحجاج الظالم .
اقسم بالله أنني كنت أتوقع ، بل أتمنى ، أن تستفيد الدولة مما أكتب ، وخاصة سمو الأمير خالد الفيصل لأنني أعيش قناعة أنني حين أكتب أدلكم على مواقع .. [ الحفر ].. حتى لا يقع فيها أحدا . ولكن حقيقة لم أتوقع أن يصلني او يلحقني أذى ومكاره وعنف وفزع . أنا مثل الكشاف الذي يضئ لكم الطريق لكي يتم تجنب العثرات . وما قدمته وأقدمه واكتبه من أفكار إصلاحية وانتقادات واضحة وصريحة ليس لي فيها أية مصلحة شخصية أو نزعات ضيقة أو منافع . ومن أجل ذلك مشيت على الشوك وتحملت كل الوخزات . لقناعتي أن ما أكتبه يعود بالنفع على النظام الحاكم والبلاد والمجتمع. أنا من .. [ البطانة ].. المثقفة الصالحة ــ إن شاء الله ــ التي تعين ولي الأمر ، عندما أرى أمر يعرض ديني ووطني ومجتمعي للخطأ والخطر فاكتب بما أراه . و.. [ البطانة ].. هي ..(( الوقاية ))..
فأنا لست من الخوارج ، ولا الخوارج مني كما ظن بعض من في الأجهزة الأمنية .
وأعرف انه ليس لي .. [ قبول ].. عند أصحاب القرار والفاعلون ، ولكني ناصح أمين .
سيدي : أوزنوا ـــ بميزان العدل ــ النظيف كل مقالاتي ورسائلي السياسية وكتبي وخطاباتي الإصلاحية سوف تجدونني أني لكم ناصح أمين . وإلا فلماذا لم تكتب الأجهزة الأمنية عن الايجابيات الضخمة التي قدمتها لوطني وخدمته .
سيدي : كيف نسيت قصة الأعرابي الذي قال لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم : (( اعدل في قسمتك يا محمد !)). لم يطلب سيدنا الرسول صلي الله عليه وسلم من المسؤولين أن يؤخذ عليه .. [ إقرار ].. أو يأمر بسجنه ، بل حاوره .
سيدي : أنتابني إستغراب مع استفهام شديد ، يا سيدي لماذا أهمل موضوع الفساد الذي أشرت إليه في رسالة لكم و التي عنوانها / أكبر فاجعة عمرانية .. حول المسجد الحرام!،؟. فالفساد في تلك القضية أهم بكثير من مطاردتي ومعاقبتي .
سيدي : ادعي التقرير الأمني الذي سمعته من سمو الأمير حين قال : (( عدم التمادي في الإساءة للوطن )) . واستغربت حقيقة هذا الاتهام الباطل والمستعجل ، فأنا لم أظهر في أي وسيلة إعلامية من القنوات الفضائية وغيرها من صحف أو مجلات و فعلت فعل الإساءة للوطن . كما فعل غيري . رغم تعدد العروض في هذا الجانب.
وأود أن أبين أنني .. (([ مستهدف ])).. شخصياً من قبل بعض الجهات الحكومية واخص بالذكر جهاز المباحث العامة ، ووكالة الشؤون الامنية بوزارة الداخلية ومنذ خمسة وعشرون عاماً فقط لأنني .. [ حجازي ].. فمثلاً لماذا لم يعاقب :
1/: الدكتور محمد القنيبط ، حين تحدث على الملأ وعلانية عبر قناة الحرة وقال عبارات شديدة النقد لرأس الدولة وحاكمها . فلماذا لم يمنع عضو مجلس الشورى سابقاً من عمله بالمجلس . وقال لن أقبل أي تحقيق أو تعهد وكرر ذلك في مقابلة أخرى .
2/: الدكتور مرزوق بن تنباك ، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك قال في مقابلة بقناة الحرة (( أن البلاد يحكمها أربعين شخص من قبيلة واحدة ........ )). ولكنه لم يمنع من الكتابة ولم يعاقب ولم يوقع أي إقرار ، فلماذا أنا بالذات !.
3/: يكتب ــ بصورة دائمة ــ الدكتور محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في جريدة الجزيرة مقالات صحافية شديدة النقد ومليئة بالتهكم والسخرية ضد المؤسسة الدينية . ولكنه لم يمنع من الكتابة ، ولم يعاقب !. لأنه من آل الشيخ .
4/: كتب فضيلة الشيخ الدكتور محسن العواجي مقالا شديد النقد ولاذع وجريء لسمو الأمير الوليد بن طلال وعنوانه / قارون العصر . ولم يستطع أحداً معاقبته .
5/: كما يكتب الأستاذ مشعل السديري مقالات نقدية وقوية وشديدة الوضوح ضد الهيئة ورجال الدين والشيوخ وفي إحدى مقالاته الشهيرة تناول سماحة المفتي العام بصورة مباشرة ووجه له النقد الحاد والشديد المتسم بالتهكم . ولكنه لم يعاقب مثلي لأنه من آل السديري . إذن من حقي أن اسأل لماذا أنا بالذات تصدر كل هذه العقوبات ضدي ؟. ولماذا كل هذا العنف ضدي ، ولماذا إزعاجي وإفزاعي بهذه الطريقة المقلقة لي ولأهلي .
فهل يعامل هذا الشعب العظيم حسب الآيات القرآنية الكريمة غفور رحيم للبعض ، وشديد العقاب للبعض الآخر ؟.
كما أود أن أضع سؤال مهم أمام الأجهزة الأمنية الاستخباراتية فأقول : أين دوركم كمباحث عامة ووكالة الشؤن الأمنية من التعليقات .. [ ذات السباب].. و .. [ النكات ].. السياسية والاجتماعية اللاذعة والتهكمية ، التي صدرت ضد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب . عبر رسائل الجوالات وشبكة ( الانترنت ) والتي كان لها تاثير كبير في المجتمع السعودي . والأمير سلطان بن فهد احد رموز هذا الوطن الذين شرفوا الوطن .
فهل قامت المباحث العامة والشؤن الأمنية بملاحقة معظم الشعب السعودي وأخذت عليه الإقرارات والتعهدات بعدم ممارسة تلك الأعمال من سباب ونكت وشتم ؟. وهل طلب سمو الأمير سلطان من وزارة الداخلية إجراءات بتوقيعهم إقرارات مثلي ؟.
أن عدالة الإسلام تبلغ الذروة عندما تأمر ــ الدولة ــ بالبر والقسط تجاه المخالفين ــ في نظرها ــ بل وحتى الأعداء . وأتمنى أن لا يكون .. [ الظلم ].. صفة من صفات إجراءاتنا الرسمية ، فعندها لا تستقيم الحياة ولا يأمن الإنسان على نفسه . وخاصة مثقف مصلح مثلي . فالاختلاف معي ، لا يبرر .. [ الكراهية].. و.. [ المعاداة ].. وينبغي على من في يده مصير الكتاب والمثقفين في وزارة الداخلية أن يلتزم بمعايير العدل في المعاملة مع من يكره ويعادي منهم . وقال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة 8) .
سيدي : أما بالنسبة لما تضمنه التقرير الأمني عن.. [ مقالاتي الصحافية ].. وعلاقتها برجال الدين والمشايخ ، فإن ما أكتبه يدخل في خانة الرأي والرأي الآخر ، فان خلافي واختلافي معهم يعود لوجهات نظر . ولكن كونهم .. [ أقوى منى ].. بحكم أن الطريق لهم واسع يسيرون محل ما يريدون ويتجهون لكل الاتجاهات المختلفة. وأما عن مقالاتي التي وردت بالتقرير مثل.. [ نعم للصلح مع إسرائيل ].. والتي نشرت بصحيفة الأهرام المصرية عام 1410هـ. فلقد تم معاقبتي عليها بالسجن ـــ حينذاك ـــ ، رغم عدم قناعتي بتلك العقوبة الحاقدة والظالمة . واليوم جاء هذا الملك الصالح الطموح وطرح مبادرته العربية الرائعة والتي تعود لإنهاء الصراع الإسرائيلي العربي ، وهي نفس مرتكزات ومعطيات مقالتي السابقة . وتسير وفق منهج مقالي المذكور . كنت أتوقع أن تشكرني الدولة عليها وتكافئني . وإلى متى نعاقب ويكرر عقابنا ، ونذكر باجتهادات سابقة وفقنا فيها حينذاك . أما عن مقالاتي وكتاباتي خارج الوطن فهي تمثل وجهة نظري الشخصية فقط . ولا أتناول فيها أي شأن داخلي بالوطن . فهي معطيات فكرية عامة ، لا صلة لها بأحد . وأنا لا أمثل أي جهة حكومية رسمية . وعادة تضع الصحف تعريف للكاتب وجنسيته فيكتب عني وتحت مقالاتي ، كاتب سعودي .
سيدي : أشار الإقرار صراحة إلى شكوى وتضجر وغضب سيدي سمو الأمير المثقف خالد الفيصل من رسالتي إليه والتي كان عنوانها / لا تفزعنا .. يا سمو الأمير !. لقد أفزعت أهلي وقومي يا أمير ؟!. كنت أود أن لا يتجه سموه وهو الكبير والمتنور للانفعال ضدي ، والغضب عليّ ، والرفع ضدي لولي الأمر ، فهو القادر على محاورتي . فمثل هذه الإجراءات لم يفعلها معي أمراء مكة المكرمة السابقين والذين كانوا أصدقاء لي رغم نقدي الشديد الذي أكتبه لهم . وأود أن اذكر سموكم الكريم بخطواتي أثناء كتابة تلك الرسالة الوطنية المخلصة وهي :
1/: طلبت لقاءكم قبل إرسال خطابي ولكن لم أجاب .
2/: فأرسلت لكم خطاب بطلب الكتابة والنقد لقد استأذنت سموك في كتابتها وكتبت لي بخطابكم رقم أ م / 202028/ع وتاريخ 25/6/1428هـ. المتضمن موافقتكم على قبول النقد ، مرفق صورته . وجاء نص خطابكم كالتالي : (( تلقينا خطابكم المؤرخ في 10/6/1428هـ. المتضمن طلبكم تقبلنا النقد الصريح والجرىء والموضوع والوطني ورغبتكم التواصل معنا بهذا النهج . نشكركم على ذلك ومجلسي مفتوح للجميع . متمنين لكم المزيد من التوفيق )).
3/: كنت أتمنى يا سيدي لو عملت على قياس الرأي العام في المجتمع المكي ، وكيف انفعل وغضب ؟، وتأثر من تصريحاتكم حين وصفتم الطوافة وأهل مكة المكرمة بأنهم يهينون كرامة الحاج .
والله ، واقسم بالله ، لقد صدمت صدمة شديدة عندما دعيت لتوقيع إقرار يتضمن غضبكم عليّ بسبب رسالتي الإصلاحية وتوضيحي لكم صورة الطوافة وأهلها. كنت أحسبك قادراً على فهم واستيعاب كلمة الحق والنصيحة التي أرسلتها لسموكم . ولكن هذا قدري !.
0
هناك مثل حضرمي رائع يقول : (( إذا غلبوك بالفلوس فاغلبهم بالجلوس )).
كنت أتمنى على من غلبني بقوة الجاه السياسي والمنصب الحكومي ، وقوة المحسوبيات ليوشي بي عند ولي الأمر، أن يغلبني بالجلوس معي ومحاورتي لماذا كتبت ما كتبت ؟، فربما كانت حجتهم أقوى من حجتي ، فاستفيد ، ويستفيدون ، ويستفيد الوطن . ولكن أيضا كان للقدر كلمته معي ، والحمد لله .
ثم لماذا لم يتسع .. [ صدر الوطن ].. لي ، ولما كتبت ، فلقد اتسع صدر هذا الحاكم الكبير والحكيم والأب الرحيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حماه الله ــ لكثير وكثير ، ومن مواقفه :
1/: عفا وصفح وسامح عمن حاول الإساءة له من الليبيين وأطلق سراحهم .
2/: عفا وصفح وسامح الإرهابيين والمجرمين الذين خرجوا على الدين والوطن . وقتلوا الكثير من الأبرياء واخلوا بأمن الوطن والمواطن وفجروا وكفروا . فعفا عنهم وكانت لمبادرته الإنسانية والتاريخية اثر واضح وكبير في عودتهم للطريق الصواب .
3/: دعا إلى حوار الأديان ، وعمل على محاورة اليهودي والشيعي ، والدزري ، والنصارى , والبوذيين وغيرهم .
أليس من الأولى فالأولى أن يتم احتواء ومحاورة ومصافحة ومصالحة أبناء الوطن فهم الأحق والأفضل والأولى بكل ذلك !.
في الختام أرغب التأكيد على احترامي الشديد والعالي والراسخ والمتين لديني ووطني، وكذلك احترامي وتقديري الشديد لكل ولاة الأمر ــ أعزهم الله ــ وكل رموز هذا الوطن الكبير .
وأؤكد أن .. [ النقد ].. لا يمكن أن يسمي أو يعرف على انه .. [ تحريض ]..،.
هذه الرسالة هي توضيح لموقفي أمام اعتذاري بعدم توقيع الإقرار المقترح .
سيدي : في هذه المرحلة بالذات وهي مرحلة الشفافية والعولمة ، علينا أن نغلب .. [ الحوار].. على ..[ الخلاف ]..،. ونقرب .. [ العقل ].. للحكم على الأمور ففي كل هذا وغيره صلاحنا وتقدمنا ورقينا .
وختاماً : أريد أن أقول أن كل هذه الإجراءات القاسية والشديدة والظالمة التي اتخذت ضدي سببت لي .. [ البأساء ].. و .. [ الضراء ].. . وأنا مواطن لي .. [ حقوق ].. أريد أن أمارسها ، وأن تعطي لي من الرجل الكبير والحاكم الحكيم والواعي الملك الصالح / عبدالله بن عبدالعزيز ــ رعاه الله ــ .
فأرجو التفضل بالموافقة على رفع الحظر عني والسماح لي بممارسة الكتابة وممارسة كافة حقوقي الشرعية والنظامية . ورفع عني البأساء والضراء .
وأقول لمن أراد أن يلحق بي الأذى والإكراه والفزع والإزعاج والقلق أن موعدنا القادم إن شاء الله يوم القيامة ، يوم الحساب ، يوم نقف جميعاً عراة كيوم ولادتنا .
سوف احتفظ بهذا الخطاب ضمن إنتاجي الأدبي والثقافي ، احتراماً لقدرة التاريخ حتى لا يظلمني كما ظلموتني .
وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .

والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .

المخلص في الطاعة
الكاتــــــب الصحافــــي
الدكـــــتور:
زهير محمد جميل كتبي

هواتف : منـــــــزل : 5366611 فاكس : 5377141 جــــــوال : 0551566611

ليست هناك تعليقات: