ألم .. ألم .. خليجي

بقلم : الدكتور زهير محمد جميل كتبي
أديب وكاتب سعودي

هل التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في منطقة الخليج العربي .. [ أساء ].. لقيمة وكرامة الإنسان العربي الخليجي ؟.
سؤال أصبحت اسمعه كثيراً ، ويتردد في كل من الأوساط والمجالس المختلفة . 
البعض من .. [ البطانة الفاسدة ].. أو.. [ الطبقة العازلة ].. والمثقفين الذين حول السلطة الخليجية وبمختلف أنواعها ، أصبحوا يقفزون إلى استنتاجات مذهلة في هذا الجانب ، بقولهم أننا أفضل شعوب الأرض . وهذا تفكير غير صحيح ، ولا يستقيم مع المنطق والواقع .
فعند قراءة السمات النفسية للشخصية الخليجية ، تشير للحالة المأسوية التي عليها منطقة الخليج ، وشعوبها . مما عاشته المنطقة ، وعاشه المواطن الخليجي من فجع والآلام ، بل وكوارث .
فلا بد ، بل ينبغي ، الاعتراف الصريح والعلني أن المجتمع الخليجي شديد التعقيد من الناحية الدينية والسياسية والثقافية ، وتحكم القبلية في فكر السلطة مازال مسيطر ، وله التأثير القوى والفاعل والحيوي، وأن هناك تشابك ، بل تقاطعات نفسية وثقافية ودينية وتاريخية وتراثية لم تحل بعد ، ولم تراعي ، ولم يتفهم أسبابها . وتمسك المجتمع والسلطة بها . لذلك أقول وصراحة : 
يمكن أن تنفجر المنطقة في أي لحظة !. وبدون مقدمات !. أجزم أن .. [ الاحتقان ].. يحيط بكثير من جوانبها !.
وأعنى ، أن الانفجار قد يكون داخلياً ، وليس خارجياً . فلقد غابت .. [ سياسة الحياد ].. في المنهج السياسي الخليجي ، كما كان عليه في فترة الأربعينات والخمسينات. 
هل الخليج مريض ؟!.
ويمر بنفس فترة المرض الذي عانت منه الدول العثمانية ، حتى سميت بالدولة المريضة . أخشى ما أخشى على خليجنا من ذلك المرض والهوان . واستحى من إطلاق هذه التسمية علينا ــ لا سمح الله ـ . أستحي صحيح ، ولكن ليس من حقي . أن أخفى حقائق المنطقة وأوجاعها ومنغصاتها . 
هل الحكام لا يشعرون بخطورة تفككنا اجتماعياً ، وخطورة مستقبلنا المتقلب والمشوش، وخطورة جرنا إلى أمور لا يحمد عقباها ؟. وربما أكبر من كل مقاساتنا المختلفة . ورغم أن أعداء المنطقة وأعدائنا أصبحوا أكثر قدرة من السابق على 
.. [ تفصيل ].. الأزمات على كل مقاساتنا المختلفة . وما عليهم إلا وضع الثياب المناسبة على أجسادنا . وهذا ..(( طعم )).. نبتلعه بكل سهولة ويسر ، ولا يؤلمنا في بطوننا السياسية والثقافية . 
لا أعلم هل يتصور قادتنا أنهم متحكمون تماماً في .. [ ولاءلات الناس ].. والشعب بصفة عامة ، و الوضع المحيط بنا كله خطر في خطر . وهل قيمت .. [ الولاءلات ].. ودرست وحللت وفسرت سلوكياتها ؟.
وهل ارتهن قرار خليجينا عند أعتاب الباب العالي الأمريكي ؟.
هل قادتنا مسيطرون عل مقاليد أمورنا ومستقبلنا ؟.
والله .. أنها أسئلة محيرة ، تحيرني ، وغيري من أبناء هذه المنطقة . والأجوبة عليها قد تخلق فينا .. [ فعل الخوف ].. على مصيرنا . فأصبح الشرر اليوم يشتعل من أقل كمية بارود . 
هل .. [ لشلة المنافقين ].. و.. [ المستفيدين ].. و .. [ حاملي البخور ].. و.. [ أصحاب المصالح والمطامح ]..،دور وتأثير على كل ما يحدث ؟.
الخشية ، ثم الخشية ، أن الذين يرتبطون بمصالح ومنافع ومطامح وغايات معلنة وغير معلنة مع .. [ الأجهزة الأجنبية ].. سيكون القرار في أيديهم وسلطتهم . ونحن نصفق لهم وبحرارة شديدة . 
ويبقى الفاعلون والمؤثرون في الفهم والادرك والإقرار مصابون .. [ بالعمى ].. وأعنى هنا .. [ عمى البصيرة ].. وليس عمى العيون !. فلا يرون حقائق الأمور على الأرض . بقدر ما يسمعون المعاكس لمصالحنا ومستقبلنا . ثم يغطون أبصارهم عنها . 
أمامنا كشعوب خليجية حقائق مجردة وهي معروفة ومرصودة خلاصتها أن الجميع من في العالم يريد بترولنا فقط . ويدعون أن ما يميز منطقتنا هو هذا البترول ، وتلك ادعاءات زائفة . ونسوا كل مقومات القوة الأخرى التي نمتلكها . والتي لم يعرف الخليجيون قيمتها وأهميتها . 
نحن في الخليج لدينا اتجاهات سياسية ، ولدينا إيديولوجية دينية قوية ، ولدينا إنسان ، ولدينا وحدة وطنية قوية راسخة بل متجدرة في جذورها الأرضية ، وندرك بإيمان ديني أن الانقسام في الصف يصنع الضعف والتشتت . 
إذن لماذا يريد من يؤمن .. [ بالأجندة الأجنبية ].. على إسكات وجهات النظر المختلفة والمخالفة له . وخاصة محاربة المصلحين من أبناء المنطقة . 
هنا بالذات يتوقف المرء كثيرا عن إطلاق عبارة تقول أن المواطن الخليجي ، لا يشارك في القرار ، ولا في المسؤولية ، ولا في المستقبل . وهو مسير ، وليس مخير . بل أنه مغلوب على أمره في كل حياته . 
ويا أمان الخائفين !.
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .

للتواصل :5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk


ليست هناك تعليقات: