(( الى علاقة الجزيرة العربية بمصر . وبعد سرد تاريخي أبان فيه القشعمي مشاركة ابناء الجزيرة العربية في حفر قناة السويس ، ذكر انه تم انتخاب حمد الجاسر عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1949م كأول سعودي يحصل على عضوية المجمع كما ان احمد ملائكة انشاء المطابع الاميرية بالقاهرة عام 1942م . وغاص بعد ذلك القشعمي في سرد عن البعثات السعودية التعليمية الاولى في مصر . لينتقل بعد ذلك الى بعض الشخصيات الادبية التي عاشت في مصر ومن ابرزها عبدالله القصيمي الذي كان يعقد ندوة اسبوعية مساء كل جمعة في منزله بروضة المنيل . إضافة الى ندوة عبدالله عبدالجبار كل احد في منزله بالجيزة حيث اصبح صالونه موئل الادباء ووجهتهم من مصر والعالم العربي )).
ما اود ان اقوله في مقالي هذا ان الاستاذ محمد القشعمي نسى دور وتأثير كثير من المثقفين والادباء والمفكرين السعوديين في مصر والسعودية الذين عاشوا في مصر منذ فترة الخمسينات الميلادية . فلقد نسى دور ندوة الاديب والمفكر والشاعر السعودي الكبير الشيخ ابراهيم امين فودة ، والتي كانت تعقد بانتظام حتى قبل وفاته فلقد كنت احد المنتظمين في حضورها في مرحلتها الاخيرة واعني منذ السبعينات انا وأخي وصديقي حبيبي الاستاذ الاديب عبدالله رجب شفاه الله . لقد تعرفت من خلال ندوة الشيخ ابراهيم فوده على الكثير والكثير من عمالقة الثقافة والفكر والادب المصري وغيرهم من العالم العربي ، مثل المهدي بن عبود المفكر الجزائري الكبير . وتعرفت على بعض قيادات الاخوان المسلمين مثل الاستاذة القديرة زينب الغزالي وغيرها .
وسمعنا وفهمنا وتعلمنا واستوعبنا انا واخي عبدالله رجب معلومات وحقائق وافكار ومواقف اثرت فينا . وازعم ان ندوة الشيخ ابراهيم فوده عملت على نضوجي وتفتح افاقي الثقافة والفكرية . تعلمت فيها كل معاني واشكال الحوار الثقافي والنقاش الهادئ المستفيد .
ثم كيف نسى الاستاذ القشعمي الندوة التي كانت تعقد في دار معالي الشيخ محمد سرور الصبان ـــ رحمه الله ـــ في بيته المشهور والمعروف .. [ بيت العروبة ].. ففي صالون الصبان التقى وتواجد المئات من عمالقة مصر والسعودية . مثل الاساتذة : عبدالله عبدالجبار ، وابراهيم هاشم فلالي ، وحمزة شحاته وغيرهم .
فلماذا تغاطى القشعمي عن هذا الرقي الثقافي والفكري السعودي . اؤلئك الرجال .. الرجال الذين ساهموا كغيرهم في صناعة وتكوين الثقافة السعودية .
ارجو من أخي الاستاذ محمد القشعمي ان يعد ورقة عمل جديدة باضافة قيمة تلك الكنوز التي اشرت اليها بكل فخر واعتزاز . وادرك انه قادر ، بل يملك كل القدرة على فعل وكتابة هذه الورقة .
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض ، ويوم العرض ، وساعة العرض ، وأثناء العرض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق