كروش من الملــــح

  بقلم : الدكتور زهير محمد جميل كتبي
  أديب وكاتب سعودي

الأكل الكثير وبدون شبع ينفخ الإنسان وتجد ..( كرشة منتفخة ).. مثل البرميل . والبعض ، وهذا البعض كثير وكثير جداً كرشة منفوخة لدرجة مزعجة وتلك هي 
..(([ كروش من الملح ])).. تذوب من أقل كمية ماء تصب على الملح . 

● أصحاب تلك الكروش الملحية لا تعرف الحق إلا إذا اقترن .. [ بالمال ].. و.. [ بالباطل ]..،
● أصحاب تلك الكروش الملحية لا تملك قدرة على تصحيح مسارها وتلافي أخطائها .
● أصحاب تلك الكروش الملحية يعشقون الحجر على الأفكار . 
● أصحاب تلك الكروش الملحية يريدون تعطيل عقولهم ويشترون من يستطيع ممارسة التفكير بالنيابة عنهم . فلذا فهم لا يستطيعون تميز الغث من السمين من الأفكار التي تطرح عليهم وأمامهم . 
● أصحاب تلك الكروش الملحية يملكون حواس نابعة من حركات الكترونية ، لانهم لا يملكون الحواس الإنسانية التي تجعلهم يعرفون ..(( الألم )).. و..(( الحزن )).. 
و.. (( الفرح)).. و.. (( البكاء )).. و ..(( النجاح ))..،.
● أصحاب تلك الكروش الملحية لا يعرفون معنى العيش في ضوء الواقع ، فضلا عن رفضهم الاستماع لشئ من المتوقع . 
● أصحاب تلك الكروش الملحية تعشق شراء .. [ المقصات ].. الحديدية والبشرية والالكترونية لوضعها في مهمة ..(([ الرقباء ])).. على الناس ورصدهم ومعرفة أفكارهم وأرائهم . بل أن أولئك .. [ الرقباء ].. يضحكون عليهم ويفهمون أصحاب الكروش الملحية أنهم قادرون على مراقبته ومعرفة .. [ النوايا ].. عند الناس والكشف عن مكوناتها يفعلون ذلك بهدف ممارسات القمع والحجر والمطاردة والملاحقة . 
● أصحاب تلك الكروش الملحية يصنعون .. [ القواقع الإيديولوجية ].. لخلق تيارات فكرية وثقافية تثير أهوائهم وتحقق مصالحهم بعيدا عن المبادئ والمثل والقيم . 
●أصحاب تلك الكروش الملحية أصبحوا غير مقنعين بأننا أمة .. [ اقرأ ].. ولسنا أمة 
.. [ تأكل ].. ولا تشبع ، وأن إهمالنا المقصود منهم لم يعد سراً يجهله أعدائنا وأعدائهم.
● أصحاب تلك الكروش الملحية لم يقبلوا .. [ تحدى المرحلة ].. ليحملوا حمل الأمانة التي ناضلوا حتى حصلوا عليها . لقد عجزت إفهامهم عن إدراك حقائق ومسؤولية الأمانة . فلم تعد لديهم طاقة للتفكير في الأمانة بسبب ثقل .. ( كروشهم الملحية )..،. 
● أصحاب تلك الكروش الملحية غير قادرين على خلع أنفسهم من كل وصاية فرضت عليهم من القوى الجميل والنحيل الجسم والكبير العقل . والذي يكره .. [ الكرش ].. ان تتربي في جسده النحيل . ولكنه يحب مشاهدة أصحاب الكروش الملحية لكي تزيد من ثقل عدم فهم الأمور على حقائقها .
 
◙◙◙
إن علينا أن ندرس خصائص أصحاب الكروش الملحية وتأثيراتها المتوقعة المترتبة عليها،وان نتأهب للتعامل معها على بصيرة ، وأخشى ما أخشاه لو أننا أهملنا أصحاب هذه الكروش أن نسقط معهم ونصبح من ..(([ بناة كروش الملح ])).. فنكون قد ساهمنا في اقتراف إثم بدعة لم يقترفها الآباء من السابق . 

◙◙◙
نريد ترسيخ قناعات جديدة تبني على هدى وبصيرة في عقول أصحاب الكروش المحلية لكي نعمل على تنمية قناعتهم ضد خطورة .. [ الأكل ].. بدون شبع ، وبغير حساب .
أنهم يقعون في اختراقات النفس الأمارة بالسوء ، وتنام في دواخلهم النفس اللوامة . 

◙◙◙
أن تلك القيم التي يحملها أصحاب الكروش الملحية تعزز أو تضعف حسب توزيع أنماط التوجيهات المالية . ويتعثر التفكير الذي تؤمن به هذه الفئة من الناس إذا اصطدمت 
.. [ بالفكر والتفكير والتنويري ].. الذي يخلقه ويضعه المثقفين والكتاب . لان أصحاب الكروش يمثلون تقليداً يأخذ بالاعتبار العلاقة بين طبائع النفس البشرية في حب المال ، ولا يحبون أن يستدلون على أي طبع يرتقي بهم ويتوافق مع تضاريس المجتمع الأخلاقية وعندما يقوم مثقف أو كاتب ما يطرح وتفسير أي نوع من العلاقات السببية بين طبائعهم ، مع أي طبيعة حضارية فهم يقللون من تلك الطبيعة الحضارية ، ويعتبرون أن ذلك الكاتب أو المثقف إنما يعبر عن انطباعات خاصة . 
وهم بذلك يتجهون لتطوير آلية مغالطة في الذات البشرية بهدف سد الفجوات في شخصياتهم .
ومن زاوية نظر أخرى يمكن اعتبار ذلك السلوك والتفسير أنه نوع من أنواع ..(([ عمى البصيرة ]))..،. وذلك .. [ العمي ].. يصلح لفهم بعض التطورات في شخصياتهم بقيودها المحددة.
لا يجوز إنكار دور ثقافة أصحاب الكروش المحلية وبخاصة إذا وضعت في إطار وسياق تاريخي واجتماعي وسياسي وديني . وهم ولا شكل عنصر متغير متحرك ومرتبط بعناصر أخرى . 
مع موجة التحول العالمي في العقد الأخير تطورت طرق الطهى ، وارتفعت أذواق الطبخ ،فانتشر مفهوم عالمي يسمى ..(([ الرجيم ])).. ليحتل مكانة أكثر أهمية مما كانت عليه قيمة وثقافة .. [ الكروش الملحية ]..،.
اليوم علينا أن نتجاوز الندب والصراخ والشتم ، وان لا نهرب من تحمل المسؤولية لتعديل وتطوير إفهام عقليات أصحاب الكروش الملحية . بالضغط على السلوك الذهني وتغير أسس ثقافتهم . 
لا أريد أن نهرب من مسؤولياتنا حتى لا يشبع ويشيع الكسل الثقافي في دواخلنا ، ولا أريد أن نلقي با لتبعة على الخارج ، ولا أريد أن نعطل مهمة التكليف لتحقيق مهمة الانعتاق من الخوف والضعف والجبن . 

والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .

للتواصل :5366611 
  Faranbakka@yahoo.co.uk


ليست هناك تعليقات: