من يحمي المواطن العربي !.

  بقلم : الدكتور زهير محمد جميل كتبي
  أديب وكاتب سعودي

المواطن الخليجي يحتاج الى .. [ ظهر يحميه ].. في كل الازمات التي يتعرض لها . والتي قد تسبب له خلل في العلاقة بينه وبين الحاكم . فاليوم ظهر المواطن مكشوف ، فلا ظهر يحميه أو يرتكز اليه فيتقوى به ويشد من ضعفه . ففي الازمات يصعد المسؤول الخليجي على المنصة ويقول للمواطن الخليجي .. [ اتقي الله في الوطن يا مواطن ].. ويفهم المواطن أنه تركه ثقيلة في الحكم . ويكمل حديثه : نحن نريد مصلحتكم ومصلحة الوطن لذا رفعنا الاسعار حفاظ على مستواكم المعيشي . ويدعى بعضهم أن اسعارنا أقل الاسعار في العالم ولكن المسؤول دائما يحاول مقارنة وضعنا بالحالة الاسؤ وليس الحالة الافضل . 
و يقول للشعب نحن نعيش معكم على سطح صفيح ساخن ، ونتوقع نشوب المزيد من الآزمات الجديدة بينا مالم تتفهمون قراراتنا الحكيمة . وتصمتون عليها يا .. [ ..... ] ..،.
ولكن يظل .. [ التأزيم ].. بين الحاكم والمحكوم مثل حبة ..(([ العنب ])).. قد تعطب وتتلف مجرد زيادة أو نقص في درجة الحرارة ، فقد تصبح .. [ خمراً ].. فالطرفان ينظران الى هذه العنبة نظرة خاصة حسب ما يتمتع به كل طرف من تقوى وورع . ووعى وعقل رشيد . 
و.. [ العنب ].. وحسب طبائع النباتات لا يتعافي اذا عطب . وان عولج فلا يصبح ..(عنباً).. بل يسير ..(( خمراً )) ..،. 

◙◙◙


بعض المشاهد التي تثبها بعض القنوات الفضائية من قتل وتدمير وتكسير وتهشم للإنسان العراقي العظيم ، تفتح جراحاً عميقاً في الذات العربية فمتى ينتهى دور هؤلاء الرعاع والغوغائين الذين يزرعون كل أنواع ..(([ الفتن ])).. بين العراقيين . اتمنى أن ينهض عقلاء العراق وحكمائه لإيقاف ومنع التصريحات التلفزيونية والصحافية التي تزيد من عمق الفجوات والفتن بين العراقي ، والعراقي . فكيف يقتل المثقف العراقي العظيم ؟، والذي ساهم في صناعة الثقافة العربية العظيمة ؟.
وكيف يقتل الاكاديمي العراقي الذي ذاع صيته في كل الأوساط الأكاديمية
 العالمية ؟.
وكيف يقتل المعلم العراقي الذي علم ودرس أبناء الأمة العربية وفي كل مراحل التعليم العام ؟.
وكيف تدمر حضارة العراق العظيم والتي بنيت وشيدت عبر ملايين السنين ؟.
هذه العمليات التخريبية والتدميرية والتهشميه ارادها وصنعها ونماها المحتل الامريكي وفعل ما فعل بالعراق العظيم فعل ودمر وكسر وضرب . دون أن يقال له ، كفا ، وكفاية ، وبس .
دمرت العراق العظيم بمعدات وآليات المحتل ، والاماكن والمعالم التي لم يدمرها القصف الجوي الامريكي ، دمرها أبناء العراق . بأنفسهم وبأيديهم وبإرادتهم وهم في كامل وعيهم . ولكن غاب رشيدهم عند لحظة التنفيذ . 

◙◙◙
كم هو جميل ان يتكرر مشهد الرئيس الفرنسي السابق ( جاك شيراك ) وهو يعتذر للشعب الجزائري ، حين زار الجزائر . اعتذر لهم بعد اعتذار الفرنسين من الجزائرين وبعد قتل مليون جزائر . وقد لهم باقة ورد بقيمة ( 100 ) دولار وكانت هي قيمة مليون جزائري . 

● شئ مؤلم .
● شئ مؤلم .

الورد مقابل ارواح البشر . وارواح أبناء العرب اصبحت رخيصة جداً ، فهى تساوي وردة بنصف دولار . 
فهل يعتذر الرئيس الامريكي القادم للشعب العراقي العظيم ويقدم له الورد مقابل تدمير العراق كله . اتمنى أن اجد أجابة سريعة ومقنعة . 
لماذا أصبحت مشاعرنا العربية مجمدة لا تستطيع أن تغير عن نفسها تجاه المستعمر والمحتل . نعم اصبحنا لا نستطيع أن نغير من مشاعرنا الا بإذن من الامريكان .
 
● نحن نحزن بإذن امريكي !.
● نحن نفرح بإذن امريكي !.
● نحن نبكي بإذن أمريكي !.
● نحن نبتسم بإذن أمريكي !.

بل أننا أصبحنا لا نستطيع أن نخزن .. [ العداواة ].. للعدو ، بل نحزنها .. للصديق ، ونسينا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : (( من لا تأخذه الحمية على دينه فلا دين له ))..
لم أستطع أن ابكي ، ولكن بكيت على الورق عبر هذا المقال . 
معذرة لأصدقائي العراقيين !.
ورحم الله من مات منهم من فجع الهول وهلع الموقف ، ورحم الله من قتل منهم تحت نيران القصف الجوى الأمريكي ، ورحم الله من شنق على المشنقة . 


◙◙◙


لم أستطع حتى الان أن انسى مشهد مر علي في بدايات الاحتلال الامريكي للعراق حين ظهرت عبر قناة الجزيرة أمراة عراقية عجوزة ، وعلى وجهها الجميل كل انواع التحديات وتجاعيد الزمن التي مرت على العراق قالت تلك العجوزة .. [ التراب العراقي سينتفض ].. وسوف يخرج كبار الحكماء والعقلاء والسياسيين الموتي من قبورهم للدفاع عن العراق . 
كان أمل وحلم تلك المرأة العجوزة كبير . ولكن دفع العراق ..(([ ثمن بلا نصر ])).. 

● ويل لأمة تخون أرضها !.

وعادة وحسب طبائع الحياة والبشر والمستبد يظلم ويقهر الشعب فينصاع له . 
اقف احتراماً وتقدير لمقولة لتلك المرأة العراقية العجوزة التي اطلقت عبارة تاريخية مثل عبارة ( وامعصتماه ) قالت العجوز : (( تراب بغداد سوف ينتفض، الموتى في قبورهم سوف ينتفضون من أجل الدفاع عن العراق ))..
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .

للتواصل :5366611 
  Faranbakka@yahoo.co.uk


ليست هناك تعليقات: