أديب وكاتب سعودي
عندنا في الخليج .. [ المنصب ].. أو .. [ المال ].. أو .. [ الجاه ].. أو .. [ المحسوبية ]..
و..[ النفوذ ]..،. أصبحت هي الحد الفاصل بين الحق والباطل . وبين البررة والفجرة . فأصحابها وأعنى المناصب والمال والجاه والمحسوبية والنفوذ هم أصحاب الكلمة العليا والفاعلة في المجتمع، وهم أصحاب القوة والفصل والفعل والإجازة والمنع . وهذا من ضعف الإيمان وعدم مخافة الله في البشر . فالويل ثم الويل لمن حول الحق إلى باطل ، وبدل الباطل بالحق . إن ربك لبالمرصاد .
فالحق عند هذه الفئات أن يؤخذ كل شئ بقوة مقوماتهم وأن كانت مكوناتهم هي مكتسبات الشر ، أن يؤخذ كل شئ بقوة مقوماتهم الدينوية الزائلة وأن كانت مكوناتها بالحرام والغش والاحتيال والنصب . فلم يعد .. [ الحق ].. يشكل قيمة مطلقة في المجتمع الخليجي ، وبالذات في هذه الحقبة المادية . والتي تطغي فيه قيم المال على كل شئ حتى في علاقة الوالد بولده .
لماذا لا نفهم النظرية السياسية في مقولة مندوب كسرى حين قال لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين رآه نائما تحت شجرة قال له : (( حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر !. )) فأين العدل يا ناس في الرعية .
◙◙◙
نرى ونسمع الأخطاء والتجاوزات ونتعاطها ثم نتغاضي عنها بحجة .. [ حسن الظن في الآخرين].. وفي داخلنا نكذب على ذواتنا . نلبس كل المقاسات ، ونتلون بكل الألوان . من أجل تحقيق مصالحنا وعلى حساب كرامتنا ومبادئنا .
نكره الباطل ، ونرفض أكل الحق ، ونبنذ الظلم ثم نمارسها ، وعندما تمس خطوطنا ومصالحنا ومنافعنا ندافع عنها ، ونتبرأ منها عندما تمارس على غيرنا . وندعى أننا نحن أصحاب الحق ، وغيرنا على باطل .
أن كثير من مشاكلنا وإشكالاتنا وهمومنا ومنغصاتنا تعكس التناقض في شخصيتنا الخليجية ، ونؤكد غياب .. [ المنطق ].. و.. [ الوعي ].. في مجتمع خاضع كليا لثقافة .. [ مرض النفاق ].. و.. [ الكذب ].. و.. [ التلون في المواقف ].. و.. [ الرياء ].. وبكل اشكاله . إنها سلطة الرذائل والفواحش من خلال لغة الأخلاق وقوانين الوعي .ولكن في حقيقة الإنسان الممارس لها بعيدة كل البعد عن .. [ لغة الحق ]..،. و.. [ الفضائل ]..،.
◙◙◙
وكثر هم وأعنى المثقفين والكتاب والشعراء الخليجين يستطيع ارتداء كل أنواع الثياب وبمختلف مقاساتها في سبيل التعامل والتقرب من أصحاب القرار والفاعلين في الدولة والمجتمع المهم أن يصل إليهم .
أنها حماقات .. تلو حماقات
◙◙◙
يحاربون من يعمل على حماية القيم والمبادئ ، ولا يحبون أن يكونوا من حراس الفضيلة وإقامة العدل والإنصاف بين الرعية . وكثيرهم وليس قليلهم لا يتمتعون بطهارة السريرة . ونقاء النفس .
يحاسبون غيرهم ولا يحاسبون أنفسهم ، ويغفلون بحماقة وغباء سياسي أن القوة ليست بالبطش والجبروت . والتسلط . وان المركز الوظيفي ليس عليه أمان ، ولا تأكيد ببقائه .
◙◙◙
♦ ويل لأمة تبكي لموت فنان .
♦ ويل لأمة تبني المباني ولا تشيد العقول ، ولا تنمي الأفكار .
♦ ويل لأمة لا يعتذر كبيرها لصغيرها إذا اخطأ في حق الصغير الضعيف الذي لا قوة له إلا في رفع الدعاء للجبار المتكبر .
♦ ويل لأمة لا يهم ولا يشغل بال وعقل شبابها إلا معرفة أحدث موديلات السيارات ، ويعشق شبابها المعاكسة في الأسواق العامة . والركض خلف النساء في كل الزوايا والخبايا .
♦ ويل لأمة ينام شبابها عند بزوع الفجر ، ويصحو عند غياب الشمس .
♦ ويل لأمة تصرف على دلع ورفاهية الكلام والخيول والإبل أكثر مما تصرفه على علاج البشر .
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
للتواصل :5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق