هل في دواخل بعض أهل مكة المكرمة المباركين ضاعت وفسدت القيم والمبادئ والأخلاق المكية المستمدة من عقيدتنا الإسلامية السمحاء ؟.
هل أصبح بعض أبناء مكة المكرمة ..(( شركاء حقيقيون )).. في ارتكاب جرائم مختلفة في حق مكة المكرمة ، كمدينة ، ومؤسسات ؟. ومجتمع ، وأفراد ؟!.
لماذا أصبحت الناس تنظر إلى بعض أنواع الفساد وحركات الإفساد، على أنها أمور عادية ومألوفة، وأنها تسير بطبيعة الحياة ، ومن هنا تبدأ المأساة الحقيقية وتقلب الحقائق ،وتشوش الصور في الأذهان . وفوراً تظهر أمامي مقولة ( بريفت برتلاند ) والتي تقول : (( تبدأ المأساة حين ينظر الناس إلى الأمر الغير عادي وكأنه أمراً عادياً فتصبح القاعدة هي الاستثناء والاستثناء هو القاعدة فتضطرب القيم من تفسد المعايير )).
الكثير والكثير و الكثير من أهل مكة المكرمة المباركين وغيرهم نظر إلى بعض المشروعات العمرانية التي تحيط بالمسجد الحرام على إنها مشروعات خير وبركة . وهذا تفكير غير صحيح ولا يستقيم مع التوجهات الموضوعية والتاريخية والتخطيطية والاجتماعية والثقافية والبيئة . و الغايات النبيلة والأهداف الكريمة . بيد أن بعضها
.. [ استثماري وتجاري وربحي ].. مستعجل جداً، كأنه..(( زرع شيطاني )).. في مكان مبارك ، ينمو ويتكاثر بسرعة فائقة بسبب قوة وكمية الماء الذي يسقي به ، واعني هنا ..(( المال )).. الذي ينمو بالسحت وما أكثره اليوم .
إن إزالة معالم وأساسات ومكونات مكة المكرمة القديمة، التي شهدت منبع ومصدر وإشعاع وظهور الدين الإسلامي العظيم، عبر إزالة معظم.. [ الأحياء القديمة ].. المحيطة بالمسجد الحرام مثل : الشامية والمروة والقرارة والنقا والفلق وحارة الباب والهجلة وجرول والراقوبة والخريق وحارة الباب وأجزاء من الحفاير والمسفلة واجياد وغيرها .
و( البلد وزات ) تعمل ليلا ونهاراً من أجل هدم ما تبقى من أثارنا الحضارية . هي
.. [ وصمة عار تاريخية ].. عالية ، سوف يحاسبنا عليها التاريخ حساب شديد وعسير . واجزم انه لن ، ولن يرحمنا التاريخ . بسبب خوفنا وتقاعسنا عن القيام بواجباتنا المطلوبة نحو هذا التدمير المستعجل . لان هذه الإزالة السريعة والغاضبة والمقلقة والمؤذية لمشاعر وحقوق الناس وأصحاب الأملاك المكيين، نعم أنها .. [ إزالة لتاريخنا المكي العظيم ]..، انه تاريخ أمة قد أزيل بسبب.. [ شهوة المال ]..،. التي لا تشبع . إزالة تمت دون تفهم لحركة التاريخ ومجرياته، ودون ادني احترام لتاريخنا البشري كمكيين . ماذا ترانا نقول لأبنائنا وأحفادنا وكل الأجيال القادمة ؟. نقول لهم كانت هنا حارة اسمها : الشامية أو القرارة أو المروة أو الراقوبة .. الخ . أنها.. [ عملية محو ].. حقيقي للتاريخ الإسلامي المكي. الذي نبت وترعرع على تراب وأحجار وأشجار هذه الحارات المكية. لقد أصبح شكل مكة المكرمة مثلما كان في عهد قبيلة قريش، أصبحت مكة المكرمة.. [ قرعاء ].. من البناء العمراني حول أعظم وأفضل وأكبر وأضخم وأرقى وأجمل وأبدع مسجد بني علي الأرض. لماذا هذه القسوة على مكة المكرمة ؟!.
لقد سمعت وأنا أتجول فوق الأتربة، ويحيطني الغبار الكثيف في المناطق التي هدمت وكسرت، سمعت.. [ موسيقي الجنائز ].. الغربية تعزف فرحاً وحزناً معاً . بما وقع على هذه المناطق المباركة .
أليس بينا رجل رشيد يقول كلمة حق، ويخاف من الجبار المتكبر رب مكة المكرمة المعظمة، يقول الحق ويستحي من الله، ولا يتململ من غضب المسئولين...!. أليس بيننا رجلا من الذين اختاروا الوقوف في.. [ طابور الحق ]..،. الذي في الوقت ذاته يحقق .. [ الوسطية المكية ].. المشهورة عنا والمعروفة بنا . نحن نعشق التطور والتطوير ، ولكن ليس على حساب كرامتنا وتاريخنا العظيم . لقد وضعت مناهج فنية وإدارية في المراحل السابقة من تاريخ مكة المكرمة. تمكن المسئولين من تطبيقها على الواقع المتغير وعلى الحالات العمرانية المتنوعة. ولكنهم لم يعبثوا بكرامة وحياء مكة المكرمة . واستخدموا في ذلك كل أحكام القياس الفني والمعماري وضوابطه الذي يضيف إلى حالات التطور والتطوير. رافق كل ذلك الاستصحاب التاريخي، والاستحسان الاجتماعي. فاكتسبت مكة المعظمة خبرة الحركة التطويرية ، وتعاملت مع الرقي بهدوء . فارتقت فيها خصوبة البناء العمراني ، فزادت خبرة وثراء في الأثر والدلالات .
المهم أن مكة المكرمة احترمت وقدرت وتفهمت عقلية الاجتهاد التطويري، ولكنها اشترطت على رجاله أن يحترموا كرامتها، ويقدروا مكانتها، ويحافظوا على عفتها، ويتفهموا مساحة ومسافة حيائها العالية.
متى يأتي الوقت لنترفع عن الصغائر ، ونربأ بأنفسنا دوماً ، عندما نطرق طلب الحاجات والمشاريع لمكة المكرمة . ونضع مكة المعظمة حيث يجب أن تكون لقداستها، ونبعدها من حيث لا يجب أن تكون مكة المكرمة هي وسيلة من وسائل.. [ الإثراء السريع والفاحش ]..،. ومتى .. و متى .. ومتى .!.
وعندما نعود لقراءة بعض صفحات التاريخ المكي العظيم وذلك في كتب التراث الإسلامي المكي في المرحلتين الجاهلية وفي العهد الإسلامي نجد أن تاريخ مكة المكرمة المعظمة سجل و دون أسماء الكثير من رجالاتها المخلصين والأوفياء لها والفاعلين . ولكن عودوا وتأكدوا معي أن تاريخ مكة المكرمة وفي كل مراحله المختلفة من العصر الجاهلي وحتى اليوم لم يسجل أي اسم في سجلاته المختلفة المجالات أي اسم لمسئول مكروه أو ملعون أو منبوذ أو.. [ إمعة ].. أو .. [ الحرامية ].. أو .. [المرتشين].. أو.. [ الذين باعوا مكة المكرمة ]..،. بدراهم معدودات وهذه من نعم الله على مكة المكرمة وعلينا أنها لم تكتب تلك الأسماء الحقيرة والملوثة . سيبقى الحدث المكي دائما منسوباً إلى زمان وقوعه، وسيبقى محك تقديره وفهمه واستخلاص دلالاته هو موقف الحدث مما واكبه من الرجال المكيين. وذلك بسبب كثرة تعامل الناس بما تخضع له تلك الأحداث والمواقف المكية . نتيجة أوضاع اجتماعية وسياسية ودينية وثقافية واقتصادية .
كان .. [ الحدث المكي ].. وبمختلف إشكاله، وما يقابله من مواقف رجال مكة المكرمة أنما يتشكل في صورة..( عمل جماعي مشترك ).. ومنظم وهادئ، وهو أنموذج قابل للتطوير والتكرار بموجب طبيعة كل حدث. وبمقتضى أصل الموقف الرجولي من رجال مكة المكرمة . يحقق التجمع المكي المقصود من وظيفته . وهو أمر نشئ أو نهى عن شئ أو مرتب لأثر ونتيجة على فعل أو مقدمة حدث .
لقد فقدت مكة المعظمة الرجال الذين يملكون الأصوات العالية والتي علت بقول الحق وشرح الحقيقة في كل المواقف الصعبة والحرجة والخطيرة، تلك الأصوات التي تدقق في اختيار حسن اللفظ والمعنى لتقول لولى الأمر ما تريده مكة المكرمة. رجال مكة الذين فضلوا النظر لمصالح مكة من مسافة مناسبة تسمح لهم برؤية أعمق، نظرت في تفاصيل المشهد المكي، ولم تكتفي بالنظر إليه بل قالت، وفعلت. الرجال المكيين الذين لم يستهويهم اللهاث خلف تدافع المصالح والغايات الضيقة . الرجال الذين تحروا الدقة المطلوبة للوقوف مع مصلحة مكة وأهلها المباركين. والتزموا بموضوعية واجبة تجاه مكة المكرمة . الرجال المكيين الذين عرفوا قيمة مكة المكرمة، وفهموا بعمق معنى قداستها فذهبوا بقوتهم ووقارهم وقالوا لمن يملك القرار والقول ما الذي يجري ؟. ولماذا ؟. وكيف ؟، ومن السبب ؟. تركوا خلفهم الصياح والضجيج والشجار الذي اوجد منهم .. [ الموقف الصلب ].. وخلق لهم ..[ الكلمة الواحدة ].. التي تحقق مصلحة مكة المكرمة .
اؤلئك الرجال المكيين لم يتبرموا من الإنصات إلى المسئولين والفاعلين من أجل مكة، وذلك بعقل يدقق ، وقلب صلب ولكنه متسامح ، أو استعداد للتضحية وبدون رفض للمبادئ والقيم والمثل المكية .
فأين انتم اليوم يا رجال مكة المكرمة من كل هذا التاريخ العظيم ؟!.
أولئك الرجال المكيين الذين وصفوا الحاجات والرغبات المكية بأنها حق من حقوق مكة المكرمة. أنها الحاجات الضرورية التي لا تستطيع أية مدينة الاستغناء عنها . لقد أثارت الغيرة المكية في نفوسهم الكبيرة الخوف على مكة المكرمة ومستقبلها . وكان خوفهم في محله . فاحترمهم الخوف ، وقدر مواقفهم ، وتفهم ظروفهم وخوفهم الشديد على مكة المكرمة .
ويعترى الإنسان عادة ضعف في شخصيته ومواقفه قد تمنعه من ممارسة كثير من الحقوق ، فهناك الجهل بالأمور ، وهناك قلة المعلومات ، ونقص المعرفة ، وهناك
.. [ الاستبداد ].. الذي قد يمارسه مسئول ما ليمنع تحقيق حق . فإذا لم يستطع الإنسان التخلص من مثل هذه العيوب المهلكة . فإنها تشعر الإنسان بالعار .
نريد نحن أن نشهد اليوم تنسيقاً أوسع نطاقاً بينا في مكة المكرمة، يلعب فيه كبارنا دوراً رئيساً لمساعدة من يحتاج المساعدة من أهل مكة. ولكن بتحقيق أهداف في مكة المكرمة ، وأيضا لمنع حدوث انهيار أخلاقي ، وهزيمة قيمنا وتقاليدنا . لا نريد أن تعيش مكة المكرمة..[ لحظة كسوف ].. من رجالها .
في مكة المكرمة تعلمنا من كبارنا الكبار، ورجالنا الرجال في انه علينا أن نأكل، لا أن نأكل إذا جعنا. وعلينا أن لا نجوع. لان عواقب الجوع وخيمة وخطيرة .
وخاصة انه قد يضطر الإنسان إلى الموت جوعاً. وهذا الأمر يشمل اعتبارات أخلاقية . وخاصة عند تمييع الأمور وإيجاد الخلط فيما بين الحق والمكتسب بشدة الخلاف.
رفض وبشدة أولئك الرجال المكيين المخلصين الذين يعتقدون أن الحصول على مزيد من المصالح والمنافع في مجال معين يكون على حساب سمعة ومكانة مكة المكرمة، رفضوا ذلك لاحترام كرامة مكة المكرمة. في حين أن بعضهم يفعلون ذلك لكي يتمتعون بفوائد ومصالح أخرى. تزيد من أرصدتهم المالية في البنوك .
لماذا غاب الرجال الكبار .. الكبار في مكة المكرمة. الذين كانوا يلعبون أدوار مركزية في خدمة مكة المكرمة وكل شؤونها المختلفة ؟. ويتقدمون الصفوف من أجل مكة المكرمة. لا من أجل الإسراع للجلوس في الصفوف الأولى ليراهم الفاعلون وأصحاب القرار. ولا من اجل النفاق الاجتماعي، والرياء السلوكي.
هل نشأ بينا عهد جديداً في الو لاءات الضيقة ؟.
هل نشأت مرحلة تحقيق المصالح والمنافع الشخصية فقط دون الاهتمام
بمكة المكرمة ؟.
لم تعرف ..(([ الانهزامية ])).. في مشهد الأخلاق المكية وعلى مدار التاريخ . فلم يشهد علينا بهذه الصفة الخسيسة، بيد أنه اليوم ظهرت بعض بوادر..(([ الانهزامية])).. في سلوك بعض .. [ . . . . ]..الذين. على بعض الرجال المكيين الفاعلين والأثرياء والأغنياء والمسئولين . الذين .. ( انهزموا ).. وتراجعوا، بل قل هربوا وتخلوا عن الوقوف لتحقيق المصالح والاحتياجات المكية. فان لم نعمل على محو وتغير هذه الصورة السيئة . فأخشى ما أخشى أن تلتصق بنا. وهذا خوفي، وهذه مخاوفي الكبيرة أعلنها لكم. فاقبلوا خوفي ، وتفهموا مخاوفي . ولا تنزعجوا من صراحتي معكم ومن أجل مكة المكرمة. أذكركم بما يقع منكم اليوم ، وافعل فيكم ..(([ فعل الخوف])).. وأمارس معكم..(( فعل الصراحة )).. واضغط عليكم..((بسلوك الجرأة))..حتى لا تؤكدوا تلك الأسطورة الكاذبة التي خلقت قصة ..[بقرة مغيمس]..،.لا نريدها،لا نريدها،أن تتأكد في هذا الزمن وتسجل عليكم في تاريخكم .
هذا الأسئلة وتفريعاتها الكثيرة هي بعض ما يتطرق إليه الحديث الآن في الشارع المكي. أن مكة المكرمة هي نسيج نادر، وهي وحدة اجتماعية مستقلة وراقية وخاصة تختلف تماماً عن غيرها من مدن الأرض !. وتركيبتها الاجتماعية متعلقة بقداسة هذه المدينة .
يا رجال مكة لقد كان لآبائكم وأجدادكم.مواقف. .. رجولية تطول أعناق الرجال ذاتهم. فعلوا كل أفعال..(([ قيم النجدة ])).. و..(([ النخوة ])).. و..(([الشهامة ])).. فخلدوا أسمائهم على كل حجر، وكل زقاق وكل حارة، وكل زاوية من زوايا مكة المكرمة. فهم كثر، بل أنهم كثير وكثير جداً، هنا أريد أن اذكر بعضهم من باب المثال فقط لا الحصر فمنهم:
الشيخ عباس قطان ، والشيخ محمد سرور الصبان ، والشيخ صالح قزاز ، والأستاذ عبدالله عريف ، والشريف شاكر بن هزاع ، والشيخ عبدالله بصنوي ، والسيد بكر تونسي ، والسيد علوي عباس مالكي ، والسيد محمد بن علوي مالكي ، والشيخ عبدا لملك بن دهيش ، والشيخ حسين عرب ، والأستاذ احمد عبدالغفور عطار ، والأستاذ ابراهيم فوده ، والأستاذ حمزة بصنوي ، والأستاذ صالح جمال ، والأستاذ احمد محمد جمال ، والشيخ حمزة بوقري وغيرهم .
أن مكة المكرمة هي .. [ شجرة مباركة ].. تحتوى في كل خلية غصن بركة وخير، وهي ضاربة الجذور في الأرض المباركة، وجذوعها قوية ولها قوتها في الثبات والنمو، ونطاق مكة المكرمة هي الأرض كلها.
نحن في حاجة ماسة إلى إنشاء تماسك ديني واجتماعي واقتصادي وثقافي، وهذا يقتضي بالضرورة أن نستخدم أخلاقنا وقيمنا ومثلنا المكية. المبنية على.. [ إيديولوجية دينية ].. أفرزت القرابة والنسب في كل شئ . والتي حققت كل ظواهر الاجتماع البشرى. وهي الأكثر التحاماً .
نحن في حاجة ماسة إلى انضباط اجتماعي حتى ندخل من جديد في طاعة القيم والمثل والعادات والتقاليد المكية. حتى يسمح لنا بالانتقال أو الرجوع إلى وضعنا السابق من التماسك والنخوة والشهامة والمروءة والنبل والكرم والتضحية.
أن تماسكنا المطلوب يجب أن يكون على أساس التركيبة الاجتماعية والولاء للمواطنة والانتماء العام . وليس على أساس المصالح والمنافع، والغايات الضيقة.
فالتماسك الاجتماعي هو رمز القوة ، والتضحية هي رمز المشاركة في كل شئ .
علينا أن نرفع مكة المكرمة فوق مصالحنا ومطامحنا ، علينا أن نقدم مصلحة مكة المكرمة على مصالحنا . وعلينا أن نفهم مطالب واحتياجات مكة المكرمة قبل فهمنا لأنفسنا.
لا ينظر الكثير من المسئولين ــ باستثناء ــ القليل والعقلاء والذين يخافون من رب مكة المكرمة إلى تهديد النمو السكاني، ونمو إعداد الحجاج والمعتمرين والزوار، باعتباره
.. [ خطر ]..،. أو ..[ مؤامرة عالمية ]..،. بل أن ذلك النمو ، وتلك الزيادة ، هي عامل جذب ، وعامل ايجابي لتطوير وتنمية مكة المكرمة وفق ضوابط وحدود .. [ العقل المكي الإسلامي ]..،. ومن يقل غيره هذا القول، فقوله صبياني.
والجهود التدميرية الأخيرة ليست مؤشر لتطوير أورقي ، بل أنها عملية .. [ تسويق لتدمير البنية التحتية التاريخية ]..،. في مكة المكرمة . ومهما كانت فوائد تلك الجهود التي تدعو للتطوير، فهي أعظم قوة مسببة للخلل التاريخي والعمراني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي ستعاني منه مكة المكرمة في المستقبل.
أن السياسات التطويرية والفنية الحالية تعتمد على ادعاء ــ غير مستحق ــ لان لمكة المكرمة حق.. [ الامتياز التاريخي المميز والفريد ].. في إبقاء حضارتها، والبناء العمراني القديم المحيط بالمسجد الحرام هو أهم مكونات تاريخها الحضاري.
فالاستثنائية المكية التي يراها كل العالم الإسلامي ، هي حق مباح ومشروع ، ويؤكد مصداقيتها المطمئنة والملهمة الروحانية .
كان تأثير الفكر الإسلامي واضح في خلق النسيج العمراني في مكة المكرمة منذ بداية الدعوة الإسلامية، وحتى اليوم. فالاصطفاء والتكليف هو.. [ الهي ].. من رب مكة المكرمة . وللأسف هناك من المسئولين وغيرهم من ذوي المال والجاه والنفوذ من يجد سعادة شديدة في تلطيخ سمعة أهل مكة المكرمة المباركين بأنهم ضد التطور والتطوير والتنمية . وهذا كذب، وهذا أفك كبير، وهذا خداع، وهذا غير صحيح، وهذا أسلوب من أساليب تحقيق المنافع والمصالح.
ينبغي ، بل يجب ، أن يعلم الجميع كبيرهم وصغيرهم ، غنيهم وفقيرهم أن مكة المكرمة ليست مفصلة على .. [ طراز المصالح والغايات الضيقة ]..،. ولا المسجد الحرام وجد من أن تفصل المصالح والمطامح عليه .
فالحذر .. الحذر.. ثم الحذر، من مغبة اللعب بتاريخ مكة المكرمة وأهلها المباركين.
والله أني أكتب هذا المقال وكلى ألم، وألم، وألم مما يقع على مكة المكرمة وأرضها وأهلها. ويزداد ألمي شدة حين أكتب عن هذا الضعف والتراجع والتخاذل في بعض المكيين.
افهموا مكة يا أبناء مكة !.
حبوا مكة يا أبناء مكة كما تحبكم !.
للتواصل:5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق