أديب وكاتب سعودي
هل يهم حقيقة ما إذا كان الآباء والأمهات هم الذين على صواب ؟. أم أن الأبناء هم على صواب بحجة أن ذلك هو إفراز طبيعي لمتغيرات المرحلة ومتطلباتها ؟.وهل الفرق بينهما اختلاف في الشكل أم في محتوى القواعد والأخلاق المستوردة ؟.
هذا الموضوع الحساس والمهم يحتاج إلى دفعة إلى الحركة الثقافية والفكرية لمناقشته وبكل إبعاده . وعندما لا تؤثر أي .. [ قوة تربوية أو تعليمية ].. على الأبناء ، فإن مساحة ومسافة الخطر تزيد وتقوى ، وربما تحتفظ بحركة قوتها المجتمعية .
خاصة أن كثير من العادات والتقاليد الغربية تسير في مجتمعنا وبين أبنائنا بمعدل يتناسب مع القوة التي توثر فيهم بل أنه يتضاعف التسارع كلما زاد عدد المراهقين والمراهقات في المجتمع . وزادة البهرجة الإعلامية وارتفع ضجيج الإكسسوارات
والشاب والشابة اليوم لا يسمح بأن يقال لهما .. [ لا ].. ويستخدمان أثناء قولها مقدرته الفائقة في المراوغة واللوع القاسي في مواقف أكثر قبولا نحو النفور من عاداتنا وتقاليدنا .
لقد غرق أبنائنا وبناتنا بمؤثرات .. [ الإغراء ].. و.. [ الإغواء ].. الغربي ، وأصبح المجتمع يشكو من .. [ مذبحة ].. حقيقية لعاداتنا وتقاليدنا ، وعاش المجتمع في ظل اندحار الفضائل من قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا . كل ذلك يتم وإمام أعيننا تحت ..(([ لواء التغيير ]))..،.
ضعف وإذعان أصحاب الربط والعقد والحل وقواعده أدى إلى هيمنة الفكر الغربي ومؤسسته الترفيهية . ذلك الضعف والإذعان أدى بالتالي إلى هيمنة قوانين الفساد الغربي وإبراز قواعده الاجتماعية ، والتي تمثلت في التمرد على الفضائل والمزايا العربية والإسلامية.
أدى فساد بعض أبنائنا وبناتنا وسوء فهمهم لخطورة فسادهم إلى غياب الشفافية والمساءلة الأخلاقية والمجتمعية والمؤسف أن السلطة لم تتدخل لفرض نفوذها في منع المستورد ومعاقبة المخالف ، بل وجدنا أن منح التسهيلات لذلك المستورد الغربي .
لقد أصبح فساد بعض أبنائنا وبناتنا يباع في سوق بيع الصلاحيات والقيم ، ومع ذلك البيع انتهى .. [ فكر النصيحة ]..،.
القول الفصل أن عقداً ثميناً وغالباً قد انفرط وأن جهاز وفكر تربوياً وإسلاميا قد تفككت أجزاؤه ويأتي ذلك من اللاسياسة بصدر .. [ المسألة الأخلاقية ]..،.
أن إزالة أسباب هذا الانهيار في رأينا يأتي بالعودة إلى مفاهيمنا وقيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا .
هل وقع علينا كل هذا الانهيار بسبب عدم امتلاكنا لمؤهلات من .. [ الحرية ]..
و.. [ الاختيار]..،. وضعف فكرنا الثقافي ، وأننا غفلنا أن تربية وتعليم أبنائنا هو مسؤولية
.. [ سياسية ].. قبل أن يكون مسؤولية تربوية وتعليمية . أم أن السبب الرئيس وهذا الذي اقتنع به هو أن ..(([ السلطة ])).. هي التي فتحت البلدان على مصرعيها لكل وافد يحمل ما يشاء معه من ثقافة . ولم تلكن مستعدة لمواجهة تحديات المستورد والوافد ، فوقع الفأس في الرأس. وكذلك أن السلطة سمحت دون رقابة أو متابعة أو فحص أو تقنين دخول كل المستورد من البضائع والملابس والأجهزة والمعدات والأفكار . ولم تسن القوانين والأنظمة اللازمة لتقنين عمليات الاستيراد من الغرب ودوائره . فساهم ذلك المستورد والوافد بشكل أو بأخر في تشكيل عقليات أبنائنا الثقافية في فن التعامل مع كل ما هو مستورد ووافد .
لم تؤدي .. السلطة .. الأمانة الملقاة على عاتقها ولم تحسن القيام بها ، وظنت خاطئة أن ذلك الانفتاح أو .. [ الانبطاح ].. للغرب ، دون ادراك خطورة ذلك الانبطاح وتسخيره للغرب وبكل تداعياته وإفرازاته .
لقد كان المستورد الغربي هو ..(( الخنجر )).. الذي استخدم للفتك بقيما وأخلاقنا ومثلنا وعاداتنا وتقاليدنا ، فدخلنا حالة هذا الانهيار وبإرادتنا وبطوعنا ونحن بكامل وعينا . لا شئ يعفي ذلك الإنسان من مسؤوليته عن العمل لمقاومة ذلك ..(( الخنجر )).. فسلبنا القدرة على التغيير للأحسن وفق ما تمليه علينا عقيدتنا الإسلامية الحضارية في كل شئ .
فأين .. [ التحصين الثقافي ].. من كل ذلك الانهيار السريع ؟.
وأين إعادة تشكيل مركز الرؤية ، وبناء العقل الشبابي الرشيد الذي يميز الغث من السمين ؟.
لقد كان لمعطيات المستورد الغربي وأخلاقه وقيمه أكبر خطر على مستقبل أبنائنا .
لم يستطع أبنائنا استخراج معايير الأخلاق الفاضلة من الرذائل ، المهم عنده هو التقليد فقط . ولم يتبصر برسالته ووظيفته الإسلامية في تحقيق رفاهيته ورقيه وتطوره والقيادة نحو خير مصلحته ومصلحة وطنه ومجتمعه وأمته .
لقد تركنا أبنائنا يسيرون في الطريق دون نصح أو إرشاد أو توجيه أو تنبيه ، فكانوا مثل البهائم الذين يساقون لأقدارهم نحو ذبحهم بسكين وان كان ثلمان .
أنني أطالب أن نلحق .. [ بالعقل الرشيد الرزين ].. قبل أن يسلب الجزء المتبقي من
.. [ إرادتنا ].. وكرامتنا . وقبل أن تشيع أفكار وقيم العطالة في ذات أبنائنا وتنظفي فيهم الفاعلية ، وتقتل الرجولة ، لأنني كغير لمسنا تهربهم من تحمل المسؤولية .
فإذا تم انهيارنا بشكل أو بأخر ، فهذا يعني شئ واحد هو انهيار قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا .
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
للتواصل :5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق