أديب وكاتب سعودي
اصبحنا لا نجيد فن .. [ التقصى ].. السياسي الشديد لنعرف ما وراء ازماتنا السياسية المختلفة . حتى نتمكن من فهم ما وراء ضباب ازماتنا . ثم نستطيع تقديم الاجابات على اسئلة تلك الازمات المعلقة ، وبالتالي نتمكن من سد الفجوات السياسية الملازمة لها . فكل ازمات لها جذور ولديها تطلعات ورؤى وحسابات على جانب من الخطورة والتعقيد . فإن اجدنا فهم .. [ فن التقصى ].. فان ذلك يساعدنا على معرفة احد مكامن الوجع في الازمات . وهذا يساعدنا ايضا على فعل تماسك الموقف . من خلال دوائر الرؤية ، وهذا يسهل من اكتشاف كافة التفاصيل المرتبطة بالازمات .
و.. [ التقصى ].. في فهم الازمات وبكل جوانبها يعد تحدياً . فان فهم فهو يعمل على فك طلاسم الازمات والتحدى الاكبر في عملية الفهم . هو ان نحول فهمنا ذلك الى مجهود واضح لمعالجة الازمة . دون ان يترتب على ذلك العلاج خسائر علينا ولنا .
والفهم السياسي للازمة لا يقتضى بالضرورة شكلا محوراً ليكون في قالب سياسي وفكري واحد ، لتحقيق اهداف سياسية يمكنها تقمص تكوين الحل السياسي للازمة . لان الازمات الكبيرة لا تحتاج الى افكاراً جاهزة اغلبها تعتمد على .. [ المال السياسي ].. لشراء المعارضين لبعض الأفكار السياسية . لان بعض في من اروقة السياسة ودهاليزها وصالوينها يعتبر أن .. [ المال السياسي ].. خلاصة سريعة . ان تلك الخلاصة ـــ في تقديري ـــ لا تحمل الحسابات الدقيقة للمعالجة . لان الخلاصة السياسية في كثير من شحوناتها لا تشكل منظومة من القرائن والدلائل السياسية المطلوبة ، والتي تفرضها متغيرات المرحلة ، وافرازات التحدي .
وعندما نخاف من فهم التقصى ، نستحي ان نذكر عيوبنا السياسية ، فيتكرر معنا .. [ الاشكال السياسي ].. والناتج من سيطرة فكرة العشيرة والقبلية . وعندما كانت
.. [ عقيدة العشيرة والقبلية ].. هي المسيطرة وهي صاحبة القرار كررت الاحداث السياسية نفسها . ولكن العلوم السياسية العصرية ترفض تبني مثل هذه المناهج السياسية القديمة .
فالسياسة اليوم لا تحترم اليوم .. [ الدين ].. ولكنها في المقابل تحترم كل تأثيرات طبائع البشر والنفوس المتقلبة المزاج ، وتحترم مصالح كافة الاطراف المتنازعة ، وتميل للقوى وان سيطر الشر عليه . واليوم الاحداث السياسية العالمية لا تخاف من تضارب الرغبات ، ولا تستحي من الامزجة وتقلباتها . فالمصلحة هي التي تفرض ايقاعها على حركة السياسة دون خوف ولا حياء ، ولا استحياء . من المترتب على ذلك .
وعدم الخوف ، وعدم الاستحياء لا يظهر بوضوح مسألة الخروج عن فعاليات
.. [ الظالم السياسي ].. القوى بالمال السياسي . لان بماله السياسي يقفل كل امتدادات باب الاجتهادات السياسية المرافقة لكثير من ازماتنا المختلفة .
أن .. [ المال السياسي ].. هو .. (( رحم عقيم )).. ينتج فكر سياسي عنصري يحصر المعالجة المهترئة للقضايا السياسية . لمصلحة فراج واحد .
والواقع ان استغلال .. [ الدين ].. وربطة بالمال السياسي لتحقيق أهداف سياسية أمر اكد تاريخنا العربي والاسلامي .. (( فشلة )).. في كل المراحل التاريخية . ونظن نحن كعرب ومسلمين بشعور خايب وغريب بالتميز عن باقي الامم في هذا الجانب . والسبب اننا لا نخاف من العواقب ، ولا نستحي من انفسنا .
فمنذ الدولة الأموية ، او دولة .. [ الطلقاء ].. هكذا أحب أن اسميها ، كانت الامة العربية ابرز امة حرفت .. [ الدين الاسلامي ].. لخدمة اغراض شخصية وسياسية. وان قامت الدولة على القتل والفتك والفوضى واقرار الاضطراب .
هذه .. [ الجرأة السياسية ].. على الخالق جلت قدرته هي التي وقفت وراءها اصعب وأنجس وأسوء ..(( داء )).. عرفته السياسة العربية وهو ..(( داء عقيدة العشيرة
والقبلية ]))..،. ذلك الداء البغيض سند ..(( بالعنصرية )).. و ..(( شهوة السلطة )).. التي لا تشبع .
ونحن اليوم كأمة ما زلنا نعيش إحداث ذلك الابتلاء والداء . فلذلك فنحن لا نخاف العواقب ، ولا نستحي من النتائج ، ولا من أنفسنا .
● حتى أننا اصحبنا لا نخاف الله ، بقدر ما نخاف من إبليس .
● وأصبحنا أيضا نتبع شهواتنا التي لا تشبع ، ولا تعمل بعقولنا وضمائرنا . قال الله تعالى [فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ
غَيًّا] {مريم:59}
● وكذلك أصبح بعض الناس وخاصة المسؤولين وذوي الجاه والأغنياء ، أصبحوا مثل .. [ جهنم ].. لا يشبعون من نهب بلدانهم .
فمتى نفوق من سباتنا ، ونصحو من غفلتنا ونخاف من الله ، ونستحي من إبليس اللعين .
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
للتواصل :5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق