نحن أمـــة .. بـــلا هويـــة

بقلم : الدكتور زهير محمد جميل كتبي
  أديب وكاتب سعودي
نحن العرب والمسلمين نطلق كلمة هذا يهودي ، وهذا مسيحي ، لا يعرف الله ولا يخاف من الله ، ولا يستحي من الله ، ثم نستمر بإلقاء التهم الباطلة على الغربيين واليهود والنصارى ونقول عنهم أنهم كذابون ، وغشاشون ، ومزيفون ، وأهل ربا ،ومجرمون و .... و . . و . . و . . الخ . 
ولكن عندما نعود لحقيقة الواقع ونتابع مجريات الأمور والحياة ونفهم الحقائق كما هي ،ونعطي طبائع الأمور كما هي ونعترف بواقعنا العربي والاسلامي . وما فيه من تجاوزات وملاحظات ونواقص وعيوب ومشاكل، و .. ، و.. الخ. نجد اننا نحمل صفة الاسلام ، بالاسم فقط ، ولا نملك ، ولا نحمل أخلاق وقيم ومبادئ الاسلام . واستطيع ان أقنع القارئ الكريم بذكر أمثلة بسيطة جداً بهدف تسليط الضوء ، وليست المقارنة الكاملة . لان المقارنة تحتاج منا الى وضع كتب وقواميس ، واليكم الامثلة . 
1/: ندعى أن الغربيين انهم يعشقون المال والمادية واننا نحن المسلمين أفضل منهم ، فنحن أهل زهد وورع وتقوى ، ونضرب مثال لذلك هو موقف الصحابي الجليل والذي اشتهر بالغني وامتلاك الثروة الكبيرة ، سيدنا عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه حين تبرع ..[ بنصف ثروته ].. لخدمة الجهاد في سبيل الله وهو مثل وأنموذج نعتز ونفتخر به كمسلمين . وفي المقابل جاء اليوم رجل من الغرب وهو ( بلغيث ) صاحب اقوى واغنى شركة في الكمبيروتر وتبرع به بكل ثروته وابقى لنفسه فقط ثلاثة مليارات دورات . والمبلغ الباقي تبرع به للفقراء والمساكين والضعفاء والمؤسسات الاجتماعية . واليوم العالم العربي والاسلامي به المئات من الاثرياء والاغنياء والذين يشغلون اهم الارقام العشرة من اغنياء العالم . ولكن لم نسمع منهم او عنهم انهم قاموا بنفس الخطوة الإنسانية التي قام بها الكافر المسيحي ( بلغيث ) فأين انتم يا أغنياء الإسلام من هذا العمل الإنساني والإسلامي والحضاري.
2/: نحن العرب نتهم الغرب بأنهم يحبون الدنيا ويركضون وراء .. [ شهوة الحكم ].. ولكن الحقيقة غير هذه ، فنحن العرب نعشق ونقدس .. [ شهوة الحكم ].. فنحن العرب من وضع فكرة توريث الحكم وأول من وضعه وصاغه هو الخليفة الاموى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه . وهذه الشهوة التي لا تشبع في ذات العربي هي سبب الصراعات والحروب والمشاكل بين العربي والعربي . 
  وعندما نذكر الغرب نستطيع ان نذكر ان الزعيم البريطاني الشهير ورئيس وزارء بريطانيا ابان الحرب العالمية الثانية والذي حقق النصر لبريطانيا .. [ رفض ].. الشعب البريطاني تجديد الثقة فيه . 
3/: ندعى نحن العرب أننا أمة لا تغش ولا تكذب ، ولا تزور ، ولا تزيف ، في حين القيادة العربية والتي يفترض أن تكون هي القدوة الحسنة هي التي تكذب وتزيف . حيث يعد الرئيس جمال عبدالناصر أول زعيم عربي أوجد فن ومنهج .. [ التنزوير ].. في الانتخابات حيث حقق لنفسه نسبة ( 99.9% )
ويا أمان الخائفين !.
4/: القضاء العربي الإسلامي يفترض أن يكون أنقى وأفضل وأرقى قضاء في العالم ، ولكن الواقع يقول عكس ذلك ، فكله غش وتلاعب في الأحكام . ومسيطر عليه من السلطة العربية وأروقتها في حين أن القضاء الغربي أصبح أفضل من القضاء الإسلامي فهذا الرئيس الفرنسي ( ساركوزي ) ترفض إحدى محاكم باريس دعوة تقدم بها . ولم يستطيع استخدام صلاحياته أو نفوذه كرئيس للدولة في إجبار المحكمة بقبول الدعوة وإصدار له حكم حسب مزاحه وهواه . 
5/: يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) هذا منهج مجتمع المساواة والعدالة في الإسلام . وهذه قيم ومبادئ الحكم الإسلامي ولكن امتنا العربية الإسلامية لا تقيم قواعد وقيم وأخلاق ومبادئ المساواة والعدالة بين الراعي والرعية . فالراعي يفعل ما يشاء ،! وكيف ساء ،؟ وفي شاء ؟. في حين أن اليهود أصبحوا أفضل منا نحن العرب والمسلمين . فهذا اليهودي رئيس وزراء إسرائيل ( اولمرت ) تمت محاكمته واتهامه بالرشوة واستغلال مركزه السياسي . وتمت أدانته ، واجبر على تقديم الاستقالة من الحزب ورئاسة الحكومة . أي ان مستقبله السياسي قد انتهى بهذه الفضيحة السياسية . هذه هي قواميس وقواعد العدالة والمساواة . 
  فماذا يحصل عندنا كأمة عربية ومسلمة لو تمت محاكمة البعض من القياديات ؟.
فكروا في الجواب !.
  ولا تغضبوا مني حين تصلون لتكوين الجواب . لأنه سوف يتأكد لكم أننا أمة بلا هوية !. ولا مستقبل ، ولا كينونة ، ولا قوة ، ولا رأي ، ولا موقف ، ولا أخلاق ، ولا قيم ، ولا مبادئ .
يا أمان الخائفين !.

والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .

للتواصل :5366611 
Faranbakka@yahoo.co.uk


ليست هناك تعليقات: