وذكرى لمزايا هذا العصر الذهبي ، وهذا العصرالمثالي ، هذا العصر النموذجي ، هذا العصر الراقي ، اذكر لكم ذلك حتى ابين لماذا لم أفجع ، ولم اندهش ، ولم . ولم .. ولم . ونحن اليوم نعيش في اسو وأسو وأسود ، وارذل وأنجس العصور العربية الاسلامية ، فلهذا لم يقع لي كما وقع لغيري من مشاهد اعدام صدام حسين ، فمن القصص السابقة هي :
قصة قتل وتعذيب وتمثيل جثة ، سيدنا الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضى الله عنه وارضاه ، وهو أحد المبشرين بالجنة ، والخليفة الاسلامي الراشد الثالث ، وهو من أهل بدر الذين غفرلهم ما تقدم وما تأخر. وهو المسلم الغني الذي مول وزود وجهز الجيوش الاسلامية بماله وحلاله من أجل نشر الاسلام في بقاع الارض . هذا الرجل التقي الخليفة المسلم قتل من قبل بعض الصحابة الاجلاء وقيل أربعة من الصحابة كما تروى لنا كتب التراث الاسلامي . حيث قتل رضى الله عنه عند باب داره ، واعتدى على جثته رضى الله عنه حتى كسر ضلع منه . وقد منع بعض الصحابة رضوان الله عنهم ان يدفن في البقيع . ودفن ولم يصل عليه صلاة الجنازة . فهل يجوز ان يفعل هذا برجل في قيمة ومكانة واهمية مثل سيدنا الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟. اين قيم الاسلام واخلاقه في احترام كرامة الميت ؟.
قتل الصحابي الجليل محمد بن أبي بكر الصديق رضى الله عنهما حيث ذكر ابن الاثير الجزري ان الصحابيين عمرو بن العاص ومعاوية بن حديج رضي الله عنهما قاتلوا محمد بن ابي بكر فانهزم محمد ، ودخل منزل خرب فاخرج منها وقتل ، ووضع في جوف جلد حمار ميت فاحرق رضى الله عنه . يا سلام على احترام كرامة الميت وهو صحابي جليل .
قتل سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب رضى الله عنهما , وقد مثل بجثته ، وهو سبط سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . فلم تشفع له قرابته ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم له .
قام البعض من الامويين باخراج جثة سيدنا زيد بن على زين العابدين ، بعد ان دفن ، ثم صلبت امام المسلمين حتى تحللت . اليست هذه جرائم كان يفترض ان يعاقب عليها الفاعل !. فاين قيم واخلاق الاسلام ؟.
الم تذكر لنا كتب التاريخ الاسلامي ان بعض الحكام العباسيون قاموا بنبش قبوربعض خلفاء بني امية ، واخرجت رفاتهم ثم جلدت بالسياط . طبق على الامويين مقولة كما تدين تدان . كما فعل الامويين في المسلمين الابرياء ، فعل بهم ، وهذه نهاية طبيعية للطغا والظلم والانتقام !.
الم يأمر الخليفة عبدالملك بن مروان بقتل سيدنا مصعب بن الزبير رضى الله عنهما ، ثم جئ برأسه ، من العراق محمولاً حتى دمشق . وعندما احضر رأس مصعب قذف عبدالملك السهم في رأسه امام ابنائه . وقال عبارته التاريخية الشهيره : والله ان للملك شهوة لو نازعني فيها الوليد لقتله .
الم يقتل قائد جيوش عبدالملك بن مروان الخليفة الاموي الحجاج بن يوسف الثقفي الحافظ للقران الكريم سيدنا عبدالله بن الزبير رضى الله عنه بمكة المكرمة ثم علق جثته ثلاث ايام مع لياليها فوق باب الكعبة . واطلقت امه المراة الجليلة ذات النطاقين السيدة اسماء بنب ابي بكر رضى الله عنهم اجمعين عبارتها التاريخية الشهيرة حين قالت : (( اما من لهذا الفارس ان يترجل )) . وقالت ايضا رضى الله عنها : (( ايظنى الشاة سلخها بعد ذبحها )).
عندما قتل جنود الخليفة المأمون ، قتلوا اخيه الخليفة المامون قطعت رأسه وحملت الى اقصى حدود الدولة الاسلامية فلماذا هذا التشفى والانتقام الجاهلي ؟.
وفي لحظات الاحتقان والتوتر ووقعت مذابح ومأس محزنة في العصر الحديث مثل ما وقع للملك غازي حاكم العراق والذي قتل وسحل ، وكذلك ما وقع لنوري السعيد في الستينات الميلادية حيث قتل ، ثم اخرج من قبره وجروه في الشوارع وقطعت جثته .
فلذلك انني اعتبر ان افضل ما قيل في قتل واعدام صدام حسين ـــ رحمه الله ـــ ما قاله الكافر والمسيحي وعدو الاسلام والمسلمين ــ كما نسميه نحن المسلمين ــ الرئيس الامريكي ( جورج بوش ) حين وصف قتل واعدام صدام حسين قال : (( إن الطريقة التى نفذ بها جعلته يبدو عملاً انتقامياً طائفياً وزاد بان حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تفتقر الى النضح )) ، وقال رئيس وزراء بريطانيا ( توني بلير ) المسيحي والكافر وابن ( .... ) علي حد تعبيرنا نحن المسلمين قال : (( ان قتل صدام حسين بهذا الطريقة اسلوب غير حضاري )) .
اليس هذه أمثلة واقعية من تاريخنا العربي الاسلامي السئ والملئ بالقاذورات التاريخية. فلماذا الاستهانة بالقيم الدينية والاخلاقية الاسلامية ، والشريعة الاسلامية التي حرمت التمثيل بجثت الموتي !.
حقيقة تعظيم سلام على اخلاق وقيم ومبادئ اعداء الاسلام والمسلمين في احترام الحقوق الانسانية للضحية والميت . او المقتول او المعدوم .
الغريب ان قضية صدام حسين ينطبق عليها المثل العربي الشهير : (( حفرها الفئران ووقع فيها الثيران )).
ومن اجمل التعليقات التي قرأتها في قضية اعدام وقتل صدام حسين ما كتبه السيد حسن الصفار في جريدة المدينة بمحلق الاربعاء يوم الجمعة 30/12/1427هـ قال : (( توقيت اعدام صدام والاجواء السئية التى رافقته امر مستهجن وهو فخ نصبه الامريكان لمزيد من اشعال نار الفتنة الطائفية )).
والله ما يقع اليوم يدخل تحت باب .. [ العيب ].. والله عيب ان يكتب التاريخ عنا كل هذه الروح العربية الانتقامية . ان الخلل والعيب والعطل ليس في النظام الاسلامي ، بقدر ما هو في .. [ سلوكياتنا ] .. انها روح انتقامية لا تخلو من الفكر الجاهلي .
والله عيب ان تقعد القيادات لتصفية بعضها البعض . إنني استحي ان يقرأ احفادنا كل ذهذه المخازي ، وهذا العار ، وهذا التخلف العربي . ويل لأمة تعبث وتمثل بجثث الموتي !.
اختم هذا المقال بقولي لكم هل عرفتم لماذا لم انفجع ، ولم اندهش ، ولم استغرب ولم ، ولم ، ولم من قتل واعدام صدام حسين .
واذا عرف السبب بطل العجب .
يا أمان الخائفين !.
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
للتواصل :5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق