أديب وكاتب سعودي
أصبحنا نحن العرب والمسلمين نملك قدرة فائقة في إطلاق .. [ مسميات مدهشة ].. لمعالجة قضايانا المختلفة وخاصة السياسية والاقتصادية . فكل مشروع اقتصادي نضع لبناته او اساساته ندعى انه .. [ الفريد من نوعه ].. و.. [ الأول من نوعه ]..،. ونحكم على نجاحه قبل تأسيسه وتشغيله . كل تلك المسميات المدهشة والكبيرة الهدف منها ان نسد فجوات عيوبنا ، ونواقضنا التي لا تنتهي . انها نوع من أنواع .. [ الخديعة السياسية ]..،.
لأ اعلم بالضبط ، متى يستطيع هؤلاء العرب التخلص من مثل هذه العيوب والامراض النفسية المستعصية والقديمة ؟. فعند مراجعة بعض مفردات تراثنا العربي نجد أن مفردات ونصوص الشعراء والكتاب والمثقفين مليئة بهذا المرض الثقافي ، فذاك الشاعر يقول للخليفة :
أنت الاول في زمانه
دلوني بالله عليكم على نصوص في الفكر الغربي به مثل هذا .. [ الهبوط النفسي ]..
و.. [ الكذب الثقافي ].. و.. [ الرياء السياسي ]..،. هذا المرض وهذه الأكاذيب السياسية والاقتصادية والثقافية هي مثل .. [ مقبلات سياسية ].. لفتح شهية الحاكم فقط ، ثم الضحك عليه . خاصة إذا كانت تحيطه بطانة فاسدة تحول دون معرفته لحقائق الامور عن الرعية واحتياجاتها . تلك البطانة التي تستطيع أن تتبول على كل شئ طاهر ونظيف ، ولا تحسن أن تتبول على الأشياء التي تستحق البول .
وتفعل البطانة الفاسدة هذه الأدوار السياسية عبر الكذب السياسي لتفخيم دور الحاكم في نفسه ، وفي الشعب . ويتم إفراغ تلك .. [ الشحنات الكاذبة ].. عبر أبواب الوزراء ، الذين يجيدون فن و أداء هذا الدور التمثيلي إمام الحاكم والرعية او الشعب . والساذج المؤلم أنه في مثل هذه المواقف ما يؤكه أن اؤلئك الكذابون والمزيفون والممثلون من البطانة والوزراء يصفقون للنصوص التي كتبوها بأنفسهم ، نعم يصفقون لنصوصهم ، أنهم يفعلون كما صفقت لها الشعوب بسذاجة مكشوفة . والألم الأكبر حين يصفق .. ( الحاكم ) لتأئيد كل تلك المسرحية السلطوية الهزيلة . تقوم البطانة الفاسدة والوزراء لفعل ذلك بهدف
.. [ تطيب مزاج الحاكم ]..،.
والجميل في مثل هذا .. [ التصفيق ].. من قبل الحاكم والرعية أننا نفعله في كل مناسبة وفي كل حفلة حتى اذا أرادنا ان نؤسس مزارع للدواجن في دولنا ، فندعي فوراً ان
.. [ الدجاج العربي ].. هو افضل فصائل الدجاج في العالم ، وبالذات الفرنسي مثلا . في حين ان الدجاج الغربي والفرنسي بالذات يعد ارقى فصائل الدجاج ، ودجاجنا العربي مثلنا كله امراض ومشحون ببقايا الدم الذي يعطى له لنفحة وابراز شكله انه كبير ، ولكنه صغير في القيمة الغذائية . تعلمنا من الغرب كيف نوسس مزارع الدواجن !. وكنا نقف خلفهم تماما واليوم ندعي ان دجاجناافضل من دجاجهم ( ..... ) ، اخرطى يا خراطة !.
المهم اننا نصفق لكل كذبة اثناء تأسيس او تدشين او افتتاح أي مشروع حتى لو كان منجرة او ورشة سمكرة وبويا.
لقد تأكلنا من الداخل ونحن نصفق لكل شئ وبدون طلب !.
أصبح .. [ التصفيق ].. لغة عامية تجيدها كل الشعوب العربية. ولقد الفت كوفوف ايدينا على التصفيق وفي كل مناسبة حتى في مراسيم العزاء، واثناء مرورالجنائزمن أمامنا !.
أصبح .. [ التصفيق ].. من الرواسي الممسك بها . نعم اصبحنا نصفق حتى أثناء قراءة القران المجيد في المناسبات العامة .
التاريخ يحكى كثير عن .. [ التصفيق العربي ].. ولكنه لا يعترف برصد هذه الكلمة ، التي ليس لها تأثير الا آني أو زمني . أي أنها تؤثر على معنوية المناسبة فقط . ولكنها لا تؤثر في حكى ورصد التاريخ .
أن .. [ التصفيق الثقافي ].. من أجل الكلمة الفكرية والثقافية الحرة تدخل في ذاكرة التاريخ ، ويحفظها الدماغ البشري ، ويستعيدها عند الحاجة . مثلما هو حالنا اليوم نحن جيل الشباب من المثقفين حين نتذكر ما سمعناه مباشرة من كبارنا الكبار واباءنا ، انه القيت محاضرة قيمة ، للمثقف والمتنور السعودي المكي الشهير حمزة شحاته والتي القيت بجمعية الإسعاف بمكة المكرمة . وانه صفق للمحاضر لأكثر من عشرين مرة . وان تلك المحاضرة الرائعة والتي كان عنوانها / الرجولة عماد الخلق الفاضل ، صفق لها أهل مكة المكرمة بعشق وصدق وقناعة ومحبة . لان المحاضر المثقف حمزة شحاته وقف يومها يعلن شروط ومقومات الرجولة . لقد كان شحاته الأوضح في التعبير بتصرفاته وليس فقط بالكلام . انه عبر عن سياسة عقل وفكر . وقف المكيون وصفوا له وبقوة وقناعة . ويومها وقف المثقف المكي ونبه وقال مطلوب وقفة .
فهل يقف العرب وقفة ؟!.
ونقول : كفاية تصفيق ، كفاية تصفيق ، كفاية تصفيق ، وأصبح البعض من العرب ، يصفق وهو نائم ، من عشقه وحبه لعملية التصفيق .
صفقوا يا بني العرب ولكن دون توسل ، أو .. نفاق .. أو .. رياء ،. صفقوا عندما تسمعون أغاني السيدة / أم كلثوم . ولا تصفقوا عندما تشاهدون الكاسيات العاريات في ( الفيديو كليب ) ، ولا تصفقوا وانتم تأكلون ( الماكدونالد ) صفقوا لعقولكم وذاكرتها ، ولا تصفقوا لجهاز ( الكومبيوتر ).
أحذروا المرحلة الشفوية للتصفيق في تاريخنا !.
وأرحموا كوفوف أيديكم ، نعم أرحموها يا ناس !. فاخشي أن تصاب بالتورم من كثرة .. [ التصفيق ]..،. صفقوا لأنكم تجيدون التبول على كل شئ طاهر ونظيف !.
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
للتواصل :5366611
Faranbakka@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق