الشرق الأوسط .. أم منطقة شومر

بقلم: الدكتور زهير محمد جميل كتبي

  أديب وكاتب سعودي

مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي حملته وزيرة الخارجية الأمريكية في حقيبتها الدبلوماسية, لتطلع عليه أهل الحكم والسياسة في العالم ومنطقة الشرق الأوسط. بالذات. لقد صدق السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني,حين قال في قناة المنار اللبنانية أن هذا المشروع قديم, وليس جديد كما ادعت أمريكا.
  وأعتز وأفتخر أنني أحد الكتاب الصحافيين الذين أشاروا إلى هذا المشروع القديم ـــ الجديد ـــ منذ زمن, فلقد كتبت عن هذا المشروع في كتابي/ الكتابة هروباً من سيف السياف, أريد أن أقول إن مشروع الشرق الأوسط الجديد, هو نفسه المشروع الصهيوني الذي وضع منذ عام 1956م والمسمى منطقة ..[ شومر ].. أو ..[منطقة إسرائيل الكبرى].. فقلت في كتابي المذكور أعلاه التالي:
  1/: لقد ذكرت فكرة تقسيم المملكة العربية السعودية واحتلالها لأول مرة في ..[ الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي لعام ..[1956ــ1957م].. وقد نشرت بالكامل في كتاب ..(([ خنجر إسرائيل])).. لمؤلفه السياسي الهندي (ر.ك. كرا نجيا) والذي صدرت طبعته الأولى في أيار ( مايو ) 1958م, والطبعة الثانية في آب ( أغسطس ) 1967م. ونقله للعربية مروان الجابري. جاء في تمهيد الكتاب المقطع التالي: (( في خريف كل عام تضع هيئة أركان حرب الجيش الإسرائيلي العامة خطة إستراتيجية عامه للعام المقبل تنقسم إلى شطرين:
  شطر ينفذ في خلال العام مهما كانت الأحوال وتجند له جميع إمكانات الدولة الإسرائيلية وجهودها. وشطر يشترط لتنفيذه أن تنشب الحرب بين إسرائيل والدول العربية أو أن تتوفر الظروف التي تساعد إسرائيل على شن هجوم مفاجئ على الدول العربية تحقق من ورائه المزيد من المكاسب الإقليمية والعسكرية والسياسية. أو أن تنجح إسرائيل في تحقيق الشروط المسبقة اللازمة لاستئناف عملياتها الحربية العدوانية التوسعية. وليس في هذا الاتجاه الإسرائيلي أمر طارئ تستوجبه ظروف إسرائيل بقدر ما هو أمر غريزي يستقي مقوماته من طبيعة كيان إسرائيل وطبيعة تركيبها وصلتها الوثقى بالقوى الاستعمارية العالمية)).
  وجاء في هذا الكتاب أيضاً التالي: (( فالأهداف الصهيونية تلتقي إذاً في قدرة حركتها على الابتلاع والهضم والتنظيم والتواطؤ مع أعظم القوى خبرة وأكثرها إمكانيات, وأعرقها في فنون سلب خبرات وخيرات الشعوب. وهنا أيضاً تضافرت عناصر الرومانطيكية الدينية العدوانية مع عنصر الاستثمار اللا أخلاقي لتختار العالم ميداناً لآخر تجربة يقوم بها الاستعمار المتطور من أجل أن يقف في وجه الركب الحضاري التاريخي ومن أجل أن يوقف عقرب ساعة الزمن عن الدوران على الأقل في هذا الجزء من العالم. ولعل مركز العامل العربي الجغرافي قد لعب دوره في صالح اختياره ميداناً للتجربة. باعتباره يؤلف صلة وصل بين القارات الثلاث الآسيوية والأوربية والإفريقية. وباعتباره يحتوي بمجمله على أكبر احتياطي عالمي من البترول بالإضافة إلى إمكاناته الاقتصادية الأخرى كسوق ذات قابلية للتصريف كمنطقة لا يزال الاستثمار فيها قليل التكاليف بالنسبة لما يحققه من أرباح ومكاسب. إن الكلام عن وضوح الاطماع الصهيونية وارتباطها بالحركة الاستعمارية هو من نافلة القول ناهيك عن أن الأجهزة التمثيلية للدولة اليهودية لا تنكر تلك الأطماع بل تروج لها رسمياً وعلناً فإنك تستطيع أن تقرأ على مدخل البرلمان اليهودي الكنيست هذه العبارة: (من النيل إلى الفرات سيمتد ملكك يا إسرائيل ). وليس بعد هذا البيان الصارخ من بيان )).
ويذكر (ر.ك. كرا نجيا ) في الفصل الأول من كتابه:[ خنجر إسرائيل].. القصة السرية لهذه الخطة الإسرائيلية فيقول: (( هذه وثيقة مثيرة خطيرة تدمغ هيئة أركان الحرب الإسرائيلية العامة وحكومة إسرائيل بجرم تدبير مؤامرة إجرامية للعدوان على الدول العربية المسالمة المجاورة.
  ولقد وصلت هذه الوثيقة إلى حوزتي عن طريق مصدر موثوق به في مقر قيادة حلف بغداد في العراق, تربط بيني وبينه وشائج صداقة خاصة. ولقد نويت في البدء أن انشر هذه الوثيقة في الجزء المتصل بإسرائيل من كتاب اعتزم إصداره عن جولتي الأخيرة في آسيا الغربية( الشرق الأوسط ) ولكنني عندما اطلعت سياسيا ودبلوماسيا هنديا بارزاً على هذه الوثيقة وعلى تحليلها أشار عليّ بأنها تستحق أن تنشر على حدة. وهكذا أخذت بنصيحته ونشرتها في هذا الكتاب كي تكون في متناول يد الذين يتابعون بالدراسة أحوال الجزء العربي من آسيا وأحوال إسرائيل)). انتهى كلام ( كرانجيا).
  أود أن أبين أنه ذكرت المملكة العربية السعودية صراحة في هذه الخطة في عدد من الفقرات والخطط بصفحات الكتاب وهي صفحة (82,81,79,78)وهذه المقاطع هي:
1/أ/:جاء في صفحة (79,78): (( العقبة والسير وجبال موآب : إن احتلال هذه المنطقة سيكفل لإسرائيل الدفاع عن البحر الميت وسيؤمن لها قاعدة تستخدمها للهجوم على المملكة العربية السعودية كما سيؤمن الدفاع عن منطقة العقبة وإيلات ويحد من العمليات الحربية الأردنية هناك)).
اير يتز نفتالي: (( سيؤمن لنا احتلال هذه المنطقة مواقع أمنع في الجليل وسيفصل سوريا عن لبنان ويمدنا بمعقل يدمج في جهاز الدفاع الإسرائيلي)).
اير يتز آشر: (( سيقصر احتلالها من خط حدود إسرائيل)).
ايريتز ماكير: (حوران ودرعا والجولان)((سيجعل احتلال إسرائيل لها من المستحيل على سوريا أن تشن هجوماً في هذه المنطقة وستؤمن لإسرائيل حماية من مياه الأردن)).
شومر: ((سيمكن احتلالها من الاستيلاء على حقول الزيت السعودية وإبعاد الجبهة عن مناطق إسرائيل الحيوية))
1/ب/: كما جاء في صفحة ( 81,82) التالي:
الهدف الإقليمي الأدنى لإسرائيل: (( إن احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي ينطوي بالنسبة لإسرائيل على أهمية حيوية إلا أن السيطرة على تلك الأراضي لا يمكن أن تتم إلا بطرد مليون وستمائة ألف من سكانها وتشريدهم إلى خارجها. ويمكن تقسيم هذه الأراضي حسب أهميتها إلى المجموعات التالية:
1/:الضفة الغربية من الأردن , غزة, ايريتز نفتالي, الجولان.
2/:شبه جزيرة سيناء, مضائق تيران, العقبة جبال وآب والشير.
3/:المنطقة البترولية من المملكة العربية السعودية.
4/:ايريتز ماكير ( حوران والجولان ).
إن هدفنا الإقليمي الأدني ينطوي على احتلال المجموعتين الأولى والثانية.
  2/: فكرة التقسيم والتجزئة للعالم الإسلامي والعربي وردت في الكثير من المراجع والوثائق الغربية لتطبيق مشروع الشرق الأوسط أو ( شومر ). لعل من اشهرها:
2/أ: كتاب: بين جيلين, لمؤلفه ( بر جنسكي ).
2/ب: كتاب: رهينة الخميني, لمؤلفه ( روبرت دريفوس )والذي تناول فيه خطة الدكتور ( برنارد لويس ) الذي وصف أيديولوجية وأفكار تقسيم المنطقة إلى دول صغيرة. وقد كتب عن هذا الكتاب بعمق جيد الأستاذ/إبراهيم نافع رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية السابق في مقال موضوعي عنوانه/أحداث الحرم الأخيرة الهدف.. والمخطط .. والنذير .. نشر بجريدة الأهرام بصفحة(3) بتاريخ 7/8/1987م وتميزت تلك المراجع والكتب والمقالات وخاصة الأخيرة منها بنشرها خرائط جغرافية وسياسية توضح حدود وأقسام وتقسيمات الدول إلى أجزاء أصغر مع نشر أسماء الدول والدويلات المقترحة, والخرائط مرفقة بهذا المقال لنشرها وهي كالتالي :
1/ تقسيم المملكة العربية السعودية إلى ثلاث دول هي:
  1/: دويلة نجد السنية.
  2/: دويلة الحجاز السنية.
  3/: دويلة الأحساء الشيعية.
2/ تقسيم إيران حسب الكيانات العرقية.
3/ تقسيم باكستان حسب الكيانات العرقية ودول إيران وباكستان تقسم إلى ستة دول وهي:
  1/: دولة كردستان.
  2/: دولة تركستان.
  3/: دولة عربستان.
  4/: دولة إيرنستان.
  5/: دولة بوختو نستان.
  6/: دولة بلوشستان.هذه الدول بدلاً من باكستان وإيران.
4/ تقسيم العراق وسوريا إلى دويلة حلب السنية ودويلة شيعية حول البصرة.
5/ تقسيم السودان إلى دولة الشمال السوداني ودويلة الجنوب السوداني المسيحي.
6/ تقسيم لبنان حسب الطوئف الدينية فتصبح دولة مارونية, ودولة في سهل البقاع ودولة درزية.
  ملخص سريع لفكرة التقسيم المقترح في مثل هذه المراجع والوثائق.
أريد أن أختم مقالي بقولي أن تأكيد تنفيذ هذا المشروع الصهيوني والأمريكي هو ما ورد في كتاب ..[ نهاية العراق ].. لمؤلفه ( بيتر جاليبيرت ), حيث بين هذا المؤلف أن هدف أمريكا من حربها ضد العراق هو تقسيم العراق إلى دويلات صغيرة بحيث تكون هناك دولة كردية وشيعية وسنية.
  باختصار شديد هذا المقال ملخص سريع لمشروع الشرق الأوسط الجديد. أو منطقة ..[ شومر ].. أو..[ إسرائيل الكبرى ].. فهل تفهم الأنظمة العربية وقيادتها خلفيات وخبايا وخفايا هذه المؤامرات الصهيونية الأمريكية؟. وماذا فعلوا من أجل إيقافها والحد من تهورها؟!. على القيادات العربية ورجال الحكم والساسة وصانعي القرار, إجراء مراجعة شديدة لمعرفة هذا النفوذ الجديد, أنه التغير السريع, وليس التغير البطي. ولقد صدق سماحة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله حين قال إنه من غير أن يعد مشروع الشرق الأوسط الجديد في غضون أسبوع أو أسبوعين.
  والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض
.
  
 للتواصل :5366611 
  FaranbaKKa@yahoo.co.uk  



ليست هناك تعليقات: