الزندقة في الخليج

بقلم: الدكتور زهير محمد جميل كتبي

اديب وكاتب سعودي


انتشرت .. [ الزندقة ] .. في كل المراحل التاريخية الاسلامية ، وفي كل الدول الاسلامية التي حكمت العالم الاسلامي . ولعل اشهر مرحلة انتشرت فيها .. الزندقة .. هي في مرحلة الدولة العباسية . وسبق ان كتبت في مقالي .. [ كيف أثق في أمة ] .. والذي نشر بجريدة السياسة الكويتية بعددها ( 13540 ) يوم الخميس 25/6/1427هـ حيث قلت : (( كيف تريدني أن اثق في أمة عملت باصرار وقصد على تزيف وتزوير أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أجل شهوة الحكم والسلطة . فهذا احدهم وهو المثقف الضال عبدالكريم بن أبي العوجاء . والذي ظهر في عصر ابو جعفر المنصور ، قال هذا المثقف الضال عندما أمر ابو جعفر محمد بن سلمان عامل المنصور على الكوفة بقتله قال هذا الضال . لن تقتلوني ، لقد وضعت أربعة ألاف حديث احللت بها الحرام وحرمت به الحلال ؟.)) . يا سلام على تاريخنا الملئ بكل انواع التزيف والتزوير الحقائق التاريخية ، بل تزيف المبادي والقواعد الدينية ، يا جماعة هذا واحد شخص اعترف صراحة بجرائمه في الغش والتزيف والتزوير ، اعترف وتحت وطأة القوة ونفوذها ـ فكيف حال الذين ماتوا ولم يعترفوا بمثل هذه الجرائم الضخمة ؟! .  
هذا مدخل سريع عن الزندقة ، واليوم وفي هذا المقال اريد ان اتناول موضوع انتشار 
.. [ الزندقة في الخليج ] .. ازعم انني متابع ومطلع جيد لكثيرفمن يكتبه بعض كتاب وادباء ومفكرين الدول الخليجية اما مقالات وأما كتب . وأما ندوات او لقاءات ثقافية . 
فلقد لاحظت انه في العشر سنوات الماضية ظهرت كتابات وافكار خليجية خطيرة جداً ، تحمل في طياتها افكار ..(([ الزندقة ] )).. ولكنها باسلوب عصرى ، يتماش مع قياسات وافكار هذه المرحلة . وهذا النوع من الزندقة الخليجية في نظري يشكل خطورة اكثر واعنف واسو من الزندقات الاسلامية في العصور الماضية . بسبب سرعة انتشار المعلومة عبر وسائل الاتصالات المختلفة حيث تبين ان البعض من اؤلئك الكتاب او الادباء او المفكرين والمثقفين يتجهون الى االنيل من .. ( الاحاديث النبوية الشريفة ).. ، . والطعن فيها بل ان بعضهم تمادي في غيه وضلاله ونكر العمل بالاحاديث النبوية الشريفة . والكثير الاخر منهم اتجه الى .. [ التشكيك ] .. في نصوص وكلمات ورواة الأحاديث . كما اتجه النوع الرابع الى السخرية والتهكم على بعض رواة الأحاديث النبوية من الصحافة الأجلاء ، لدرجة ان بعضهم طعن في أخلاقهم والعياذ بالله . 
أريد أن أقول أن النيل والطعن والتشكيك في الأحاديث النبوية اصبح ..(( موضى )).. ، في مفردات الكتابة الخليجية ، فيستغل هذه الظاهرة من في الغرب ، وبالذات اعداء الإسلام ، ليقولوا لنا وشهد شاهد من أهلهم . كما فعل الكثير من المستشرقين . اخشى ما اخشى ان تصبح ..(([ الزندقة ]))..،. ظاهرة أدبية وصحافية وفكرية في منطقة الخليج العربي . 
و بعض من يفعل هذا النوع من الكتابات يعتقد انها وسيلة من وسائل الشهرة السريعة ، والذيوع والانتشار ، وربما ايضا نيل الجوائز التقديرية من اروقة ودهاليز السياسة الغربية . وكذلك الكسب المالي العاجل والفوري . 
هذا .. التمرد الديني .. والخروج الأخلاقي .. والتجاوز والتطاول الأدبي ، لم نقراه أو نشاهده على المنتج الفكري او الأدبي او الصحافي في مصر . والتي اشتهر بعض مفكريها وكتابها وادبائها ومثقفيه بالجرأة والقوة والشجاعة والإبداع . رغم خروج وصدرو الكثير من الكتابات والكتب التي تمردت وتجرأت على المجتمع واثارث الكثير من الجدل واللغظ والتمرد مثل كتاب : في الشعر الجاهلي للدكتور طه حسين ، وكتاب الإسلام وأصول الحكم ، تأليف الشيخ علي عبدالرازق . وكتاب / النص المؤسس ومجتمعه لمؤلفه خليل عبدالكريم . رغم أنني شخصياً غير مقتنع بأنها زندقة ، بقدر ما هو تفكير غير تقليدي . و لم أجد فيها أي نوع من أنواع .. [ الزندقة ] .. ، . 
فهذه .. [ الزندقة الخليجية ] .. أخشى ما أخشى أن تنمو وتتطور لدرجة الورم السرطاني . خاصة أن تلك الكتب طافحة بالإفتراءات ، والأباصيل والأوهام والزيف والأحقاد . وأشياء كثيرة من الغرور الفكري . 
ان .. (([ الزندقة الخليجية ] )).. تطعن في الروايات والموروثات التاريخية والتواتر والإسناد والرواية . وتبعد كلياً عن ميزان الحكمة والرؤية الصافية والعقل الواعي والاعتدال. بل أن كل تلك الكتابات ارتكزت وبنيت على مرتكز واحد فقط على .. (([ الشك ])).،. 
أريد أن أبين أن من حقنا أن نغضب من مثل هذه .. (([ الزندقة ] )).. ، . وهذه الزندقة .. هي بضاعة جديدة علينا في منطقة الخليج العربي . وهذه البضاعة هي تمر قرائح ونتائج أفكار ..[ الانفتاح ] .. و .. [ حرية التعبير ]..،. والادعاء بالتطور والإبداع الفكري ، وهي ليست كذلك. 
بقي أن أقول أن ظاهرة ..[ الزندقة الخليجية ] .. تحتاج إلى تحرك سريع وفعال وحيوي وجاد من قبل أهل الربط والعقد والحل و من ذوي العقول الحكيمة في كل الجهات المختصة ، لوضع حدود وضوابط ومقاييس للحد من انتشار هذه الظاهرة الفكرية الخطيرة . لا بد ان نعمل سويا كأصحاب فكر وثقافة أن نسقط هذا المشروع الخطير ، حتى يفقد وظيفتة ودوره . بالتصدي والكشف والتعرية والتصحيح و المواجهة والمساءلة . حتى لا يتباهى هذا المشروع ، واستغرب ان تنطوى تلك .. [ النصوص المزندقة ] .. على اهتمام ايجابي من قبل بعض الصحف والمجلات ودور النشر والتوزيع . 
لا نريد لفكرنا الإسلامي ، وثقافتنا الإسلامية وكأنها ..[ عظمتان وجمجمة ] .. ، . فلا بد من تكسير هذا المشروع ، ووضع العلامات .. الحمراء .. قبله حتى لا تصطدم بها المشاة من المارة والعابرين . أريد من مقالي هذا أن يقف معي على المنصة نفسها زملائي أصحاب الفكر والقلم ليقولوا آراءهم في هذا المشروع الثقافي الخطير . والذي قد يعمل بصورة او بأخرى على هدم وتشويه ثقافتنا الإسلامية . 
واختم هذا المقال بمقولة رائعة لعبد الرحمن قراعة قال فيها :(( إن الباطل ما برح يحارب الحقيقة الإسلامية بسيوفه المفلولة وشبهاته الضئيلة ثم يرجع خائباً بغير حدوى )). 
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض ، ويوم العرض ، وساعة العرض ، وأثناء العرض .

للتواصل :5366611 
 FaranbaKKa@yahoo.co.uk


ليست هناك تعليقات: