في حين ان قرص الشمس يغيبه غروب يوم في جده وذلك باذن الله جلت عظمته ، ولكنه قد يكون بداية يوم آخر عندما تشرق الشمس وبكل اشعتها الذهبية الجميلة . في موضع آخر على هذه البسيطة .
الغروب في جده يخلق قيمة معنوية عالية في الذات ، تساعد الإنسان على قراءة ذلك الافق الواسع . الذي لا نستطيع الوصول اليه مهما بلغت قدرتنا البشرية . ذلك الافق يرى الإنسان نفسه من خلاله وكأنه ولد منذ قرن او انه كل يوم يولد من جديد . هنا مكمن الجمال في مشهد الغروب الجداوي .
افق عميق يخلق فلسفة عميقة في ذلك الإنسان الجالس والمنتظر لشئ ما . اعتقد فلاسفة الارض لم يستطعوا فلسفته و معرفة عمقه الكوني ربما هو .. [ الطموح ].. الذي ينميه ذلك الغروب . ذلك الطموح يجعل الطامح يخجل من تاريخ البشرية . وما فعله البشر ببعضهم البعض . من قتل وتدمير . وتكسير وتهديم للحضارة .
لم اري ، وازعم انني لن ارى فنان عالمي او غيره استطاع وبكل صدق مشاعره وحواسه ان يرسم لنا لوحة راقية يجسد فيها كل معطيات ذلك الغروب في جدة .
شاهدت ، وربما شاهد غيري الكثير من اللوحات الفنية الرائعة التي رسمتها ريشة فنان موهوب ولكن لم استطع فهم معنى الغروب منها . إلا بالجلوس على كرسي خشبي ذي قيمة فنية ومريح فينظر الى ذلك المشهد الغروبي الجداوي الرهيب . فربما تساعده تلك الجلسة على تكوين حيز جيد من الفهم .
ان قراءة الغروب في مدينة مثل جده يجسد فهم معجرة من معجرات الرحمن الرحيم الرزاق ذو القوة المتين . قد لا يفهمها الا الراسخون في العلم .
ذلك الغروب فيه العزم ، والحب ، والطمأنينة ، والتمرد ، والخوف ، وربما الألم الذي يرافق الإنسان عند استرجاع الذكرى المؤلمة .
غريب امر ذلك الغروب رغم اننا نشاهد منه وفية الحب والعشق ، الا اننا قد نشاهد النور، والنار ، وربما دخان الكراهية التي حملتها مياه البحر لتنقلها من موقع لآخر .
ينطبع جمال الغروب في ذات المحبين والعاشقين ، وتظل تلك الانطباعات قائمة طالما ان الغروب ظاهرة للعيان . فإن غاب غابت معه الكثير من احلام المحبين والعاشقين .
والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق